خلع رئيس المجلس النيابي نبيه بري بذّته الرسمية، وارتدى لباس "سبور"، وشمّر عن ساعديه، وفتح قاعة ادهم خنجر في دارته في المصيلح، مستقبلاً الوفود الشعبية من كل بلدة وقرية جنوبية.

اخرجت الانتخابات بري من العزل الذي فرضته جائحة كورونا، مباشرة الى لقاءات الجنوبيين، من دون قفازات.

استعاد رئيس حركة امل محطّاته الانتخابية التاريخية، وكأنه في تسعينيات القرن الماضي، مستنداً الى دوره الشخصي في حث الجنوبيين على المشاركة بالانتخابات، بعدما ثبّتت المعطيات فشل نوابه في تحشيد الناخبين. لم يستطع اي نائب او قيادي في حركته أن يلعب جزءاً بسيطاً من دور برّي القيادي. فكان لا بدّ ان ينزل شخصياً الى ارض المعركة الانتخابية.

هو يعرف كيف يجيّش الجماهير ببضع كلمات وقفشات، فيحرّك فيهم الجمود الذي فرضته سنوات الأزمة.

لكن هل يستطيع ان يرفع ارقام المؤيدين للوائح "الأمل والوفاء" جنوباً؟

يحاول رئيس المجلس ان يمنع اي تراجع يُذكر، تريحه اوضاع دائرته الثانية(صور-الزهراني)، لكن بالتأكيد تصله اخبار دائرة الجنوب الثالثة(النبطية-مرجعيون-حاصبيا-بنت جبيل) التي توحي بأن لائحة "معاً نحو التغيير" التي يتبناها المجتمع المدني وقوى يسارية، قد تبلغ الحاصل الانتخابي الاول، مما يعني ان هناك خرقاً محتملاً للائحة "الأمل والوفاء".

وفي حال نالت قوى التغيير مقعداً نيابياً، سيكون انجازاً يتمثّل في خرق تحصينات حركة امل وحزب الله السياسية الجنوبية.

فهل ينجح برّي في منع الخرق؟ يبدو انه يحاول عبر لقاءاته الشعبية واتصالاته المتواصلة على مدار الساعة، في لعبة الانتخابات التي يعرف بري كيف يدير محركاتها ويسلك دروبها، وان كانت المواجهة الانتخابية هذه المرة ليست مع قوى تقليدية سياسية، بقدر ما هي مع موجة شعبية تسعى لفرض التغيير، ولو بحدّه الأدنى.