لم يعد خافياً أنّ لائحة "بيروت تواجه" التي شكّلها رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة تزداد إحباطاً كلما اقترب موعد فتح صناديق الإقتراع. وأتى تعبير مرشح اللائحة الوزير السابق خالد قباني امام ناخبين من بيروت، ليدلّ على سوء اوضاع اللائحة وعدم تجاوب البيارتة معها بأي شكل من الأشكال، لأن مآخذهم الأساسية هي بشأن دور السنيورة الذي يرفض البيارتة اي تدخل له في شؤون العاصمة.

لم تفلح كل الجهود والضغوط التي تُمارس في بيروت لجذب الناخبين نحو لائحة "بيروت تواجه". فإنقسم البيارتة بين فريقين:

اولاً، توجه لدعم لوائح محدّدة.

ثانياً، عدم الانتخاب.

واذا كان الفريق الاول يتوزّع بين محازبين ومؤيدين لقوى او شخصيات سياسية، فإن الفريق الثاني هو المتعاطف مع رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري.

لكن سجلت الساعات الماضية اشارات لافتة تحت عنوان: اختيار الناخبين في ​دائرة بيروت الثانية​ الحلول البيروتية.

من هنا تبرز لائحة "بيروت بدها قلب" التي تعدّ صناعة بيروتية صافية، تجمع بين معارضين وثوريين وشخصيات من المجتمع المدني، جميعهم يصنّفون في خانة "قوى التغيير".

يتقدّم رئيس اللائحة النائب فؤاد مخزومي بطروحات سياسية وطنية، تنطلق من مصلحة البيارتة، واقتصادية اصلاحية تهدف لتحقيق الانقاذ الوطني.

يمكن ايضاً التدقيق بأسماء مرشحي لائحة "بيروت بدها قلب" للتأكيد على حُسن سيرهم الذاتية، ونخبويتهم العلمية، وقدراتهم السياسية، ورؤاهم الاصلاحية، وتاريخهم الحافل بالنضال الوطني، كل على طريقته.

من خلال متابعة مسار الحملات الانتخابية يتبيّن ان الانسجام واضح بين اعضاء لائحة "بيروت بدها قلب"، في وقت يتصارع فيه المرشحون على لوائح اخرى، في لعبة السباق للاستفادة من اي حاصل انتخابي.

وعلى هذا الاساس، يبدو ان مخزومي مرتاح للتعاطي البيروتي الشعبي مع لائحته، التي يبدو انها ستجذب الناخبين البيارتة اليها، في وقت ينصرف فيه المحازبون نحو لوائحهم، ويخسر السنيورة الرهان على امساك بيروت بقبضته.