لا شك أنّ المخالفات الانتخابيّة التي حصلت، خلال الاسبوعين الماضيين من موعد الانتخابات النيّابية المقبلة، كثيرة، ولا شك أيضاً أن المخالفات التي ارتكبت في انتخابات المغتربين كثيرة... فنسمع تصاريح إنتخابية خلال فترة الصمت الإنتخابي ورشاوى غيرها وعلى "عينك يا تاجر"!.

الجهات المختصّة بتوثيق المخالفات قامت بدورها وجمعيّة لادي واحدة منها. إذ يشير مديرها علي سليم إلى أن "أبرز المخالفات التي سجلناها خلال فترة الانتخابات هي شراء الأصوات من قبل الاحزاب ومنها القوّات اللبنانية، الكتائب، حزب الله، حركة أمل، "سوا للبنان"، وجميعها رفعناها إلى هيئة الاشراف على الانتخابات التي بدورها حوّلتهاإلى النيابة العامة التمييزية وحتّى الآن لم يحصل أيّ شيء". في حين يشير مدير وحدة الرصد في جمعية "مهارات" طوني مخايل، إلى أنه "تم كسر الصمت الانتخابي عبر الدعاية الانتخابيّة، وبعض وسائل الاعلام قامت بنقل مباشر لبعض النشاطات المتعلّقة بالانتخابيّات، خلال الفترة الصامتة، على سبيل المثال المؤتمر الذي عقده رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط مؤخّراً، والذي حصول خلال فترة الصمت".

يذهب مخايل أبعد من ذلك ليشدّد على أنّ "بعض وسائل الاعلام لا تضع اشارة اطلالة مرشّح أو غيرها على أنّها مدفوعة، وهذا الأمر يُعدّ مخالفة انتخابيّة ويؤثّر في سير العمليّة الانتخابيّة"، ويؤكّد أن "هذا الأمر مهمّ جداً لأنه يساعد هيئة الاشراف على الانتخابات للتأكد من النفقات الاعلاميّة".

هذه المخالفات عملياً هي في لبنان. أمّا لانتخابات المغتربين قصّة أخرى، إذ يشدّد سليم على أنّه "خلالها انتشرت الدعاية بشكل كبير في الخارج، فقط "حزب الله" لم يكن لديه دعاية انتخابيّة قويّة في بلدان الاغتراب، ربما لأنّه يعاني من العقوبات"، شارحاً أن "الدعاية الانتخابيّة حصلت داخل المراكز أو بمحيطها".

"الضغط على الناخبين خصوصاً من قبل المندوبين والماكينات الانتخابية أيضاً". وهنا يشير سليم إلى أنه "في اقتراع المغتربين رصدنا مرافقة المندوبين للناخبين إلى داخل أقلام الاقتراع"، ويؤكد أن "هناك عدم إلمام وإدارك من قبل الموظّفين بالقانون الانتخابي، وهذا الأمر سهل موضوع الضغوط على المندوبين".

أبعد من ذلك، فقد تمّ خرق مبدأ سرية الاقتراع خلال إقتراع المغتربين. وهنا يشرح سليم إلى أن "بعض الناخبين لجأواإلى تصوير ورقة الاقتراع خلال العملية الانتخابية، الأمر الّذي أدى إلى الغاء بعض الأصوات"، مشيراًإلى أنه "في السعوديّة تم إلغاء حوالي أربعة أصوات، وفي أوروبا أيضاًتم إلغاء حوالي أربعة أصوات".

في المحصّلة، هناك عدّة مخالفات حصلت خلال عمليّة اقتراع المغتربين وسجلت لدى هيئة الاشراف على الانتخابات ووصلت إلى النيابة العامة، التي بدورها يجب أن تحولها إلى محكمة المطبوعات، كذلك تحدثت لادي عن رشاوى انتخابية موثّقة... والسؤال الأهمّ هنا "هل سيتم البت في هذه المخالفات أم أنّها ستمرّ مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن"؟.