توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ ​أحمد قبلان​، إلى "الشعب ال​لبنان​ي العزيز على امتداد بيروت والجنوب وجبل لبنان والبقاع والشمال"، قائلًا: "غدًا أنتم التّاريخ وواجبكم كبير جدًّا، أنتم مَن يصنع "لبنان الغد"، أنتم من يحدّد أيّ خطّ سياسي إنقاذي للبنان، أنتم من يقرّر أين نكون وكيف وبأيّ ثمن وضمن أيّ طموح، لأنّ الخطّ السّياسي هو الأساس لأيّ إنقاذ".

وخاطبهم بالقول: "تذكّروا أنّ فساد السّلطة السّياسيّة وارتهانها، حوّل البلد مزرعة إقطاع وكشفها عن أسوأ إفلاس، وقدّمها كسوق عبيد ودولة صفقات وموارد منهوبة ومرافق ومؤسّسات غارقة بالهدر والتنفيعات. والإنقاذ بيدكم، والمسيحي مطالَب كالمسلم بموقف انتخابي إنقاذي كبير"، مشيرًا إلى أنّ "الخيار السّياسي جزء من هذه المعركة، ولا إنقاذ دون خيار سياسي، لأنّ الإصلاح ليس طابويًّا بل معركة انتماء وأرض ودولة ومؤسّسات ومشروع كسر للطّائفيّة السّياسيّة بخلفيّة سياسيّة وطنيّة، والعين على دولة الإنسان والمواطنة".

ولفت قبلان إلى "أنّني لا أقول لكم تعايشوا للضرورة، بل أقول: العيش المشترك هو وجودُكم وإكسيرُ حياتكم ورمزُ بقائكم، وهو يتوقّف على الخيارات الوطنيّة والمشاريع السّياسيّة الّتي تريد لهذا البلد أن يكون حرًّا سيّدًا مستقلًّا، ممنوعًا من أيّ تبعيّة سياسيّة وأوكار معادية". وشدّد على أنّه "ليكن خيارُكم واحدًا على عتبة أكبر معركة انتخابيّة مصيريّة، وليكن إنقاذُ لبنان غدًا مدوّيًّا، لأنّ الإنقاذ السّياسي يبدأ من صناديق الاقتراع، وما بين البطريريك الياس حويك والإمام ​موسى الصدر​، قيامةُ وطن وعنفوان كرامة ومقاومة وممانعة، تفي لهذا البلد المصلوب بما له علينا من قداسة الأوطان وشراكة أهلها وناسها باللّحظات المصيريّة".

وركّز على أنّ "خيارنا الوطني الثنائي الوطني مع كلّ حلفائِه الوطنيّين على امتداد الأرض اللّبنانيّة، والشّعار: سيادة لبنان السّياسيّة أوّلًا، والعيش المشترك، و​السلم الأهلي​، والشّراكة الوطنيّة، عنوانًا لأصل نشأة وبقاء لبنان".