رأى السيد علي فضل الله أنّ "الأمر الذي يمكن أن يدعو للارتياح، هو أن استحقاق الانتخابات النيابية قد تم من دون مشاكل وحوادث خطيرة"، مشددًا على "ضرورة مد يد التعاون بين الأفرقاء لإنقاذ الوطن"، مشيرًا إلى أن "وقت العمل الحقيقي قد حان، ولم يعد من مبرر للتأخير وترحيل المشاكل بعد الوقت الكبير الذي جرى استنزافه في الحسابات الضيقة التي جعلت اللبنانيين يتجرعون مرارة الجوع والفقر ويهاجرون إلى الخارج ويهيمون في أرض الله الواسعة طلباً للأمن الاجتماعي ولقمة العيش الكريم".

ولفت إلى أنّ "من أشد الرسائل تعبيراً للبنانيين، أن يقفز الدولار إلى عتبة الثلاثين دونما حسيب أو رقيب، ما يدفع البلد إلى المستقبل المجهول والذي قد يكون أكثر إيلاماً إن لم يبادر كل من هم في مواقع المسؤولية ومن ربح في هذه الانتخابات إلى مد يد التعاون والتنسيق لإنقاذ الوطن والبدء في عملية النهوض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المطلوبة، لأننا في بلد يتداعى، وقد أكدت نتائج الانتخابات وكل التجارب السابقة أن لبنان لا يقوم إلا بتوافق الجميع وتعاون أبنائه حيث لا يمكن لفريق بعينه أو لطائفة أو جهة لوحدها أن تنهض بالبلد".

وأوضح فضل الله، أنه "آن الأوان لبلسمة الجراح والخروج من دائرة الضغوط النفسية والسياسية التي أحدثها الخطاب الانتخابي الذي عمل لشد العصب الطائفي والمذهبي، وبات على الجميع أن يخرجوا من هذا الواقع إلى الخطاب الايجابي الذي يدعو للمشاركة والتعاون، ونحن نشد على أيدي كل الذين بادروا إلى ذلك وندعو الى ملاقاة هذه الأصوات والتحضير للاستحقاقات الداهمة والتي تشمل انتخابات الرئاسات وتشكيل الحكومة وبرنامجها والتي نريدها أن تمهد الطريق إلى مستقبل أفضل".

وأكد "أننا نتطلع إلى مرحلة ما بعد الانتخابات، حيث لا خيار أمام اللبنانيين إلا العمل على بناء الثقة بين جميع مكوناتهم، وأن يضع الجميع نصب أعينهم أولوية الإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي ويعملوا لعلاج الهواجس والمخاوف التي زرعت بين الطوائف والأحزاب وكل ألوان الطيف اللبناني ليكون الموقف واحداً في عملية بناء الدولة والنهوض بالمجتمع من جديد".