رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله بقصر الإتحادية رؤساء كنائس الشرق الأوسط المشاركين في الجمعيّة العامة الثانية عشر لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بالحضور، في ضوء انعقاد الجمعية العامة لأول مرّة في مصر، منذ تأسيس المجلس عام 1974، مؤكّدًا أنّ "الأخوة المسيحيّين في جميع الدول العربيّة هم جزء أصيل من نسيج المجتمع العربي".

وشدد، بحسب ما نقلت رئاسة الجمهورية المصرية، على أنّ "المواطنة والحقوق المتساوية للجميع هي قيم ثابتة تمثّل نهج الدولة المصريّة تجاه جميع المواطنين، وهو ما ترسّخه الدولة من خلال ممارسات فعليّة وواقعيّة في جميع مناحي الحياة في مصر لتعظيم تلك القيم الإنسانيّة من السّلام والمحبّة وعدم التميّيز لأي سبب ونشر ثقافة التعدديّة وحريّة الاعتقاد، وفي المقابل مكافحة التعصّب والتشدّد"، مؤكّدًا أنّ "هذا هو التوجّه الاستراتيجي للدولة المصريّة دون ارتباط بفترة زمنيّة محدّدة".

وذكرت الرئاسة، أنه "بدورهم، أعرب المشاركون في الإجتماععن سعادتهم بزيارة مصر وتشرّفهم بلقاء الرئيس المصري، مشيرين إلى مساهماتها القيّمة في تاريخ البشريّة وسعيها لتحقيق السلام، فضلًا عن أهميّة الدور الّذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط، ومثمّنين جهودها بقيادة السيّد الرئيس من أجل التوصّل لتسويات للمشاكل الملحّة والمعقّدة الّتي تتعرّض لها المنطقة والّتي تتسبّب في معاناة إنسانيّة كبيرة للبشر، مع التأكيد دعمهم لجهود مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرّف، فضلًا عن تحقيق التنمية والبناء والتعمير في مصر والشرق الأوسط بالكامل".

إلى ذلك ذكّر المتحدّث الرسمي باسم الرئاسة، أنّه تمّ خلال اللّقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات بين مصر ومجلس كنائس الشرق الأوسط، خصوصًا ما يتعلّق بجهود دعم الحوار والمواطنة، ونبذ التطرّف والتشدّد في مختلف دول المنطقة. كما استعرض السيسي ما تمّ في مصر من ترميم للعديد من الآثار والمواقع والكنائس المسيحيّة الأثريّة، الزاخرة بالمخطوطات والأيقونات التاريخيّة الفريدة، فضلًا عن مشروع إحياء مسار العائلة المقدّسة، وذلك في إطار الإهتمام بحماية التراث المسيحي المصري.

وترأس الجلسة الثانية رئيس الإتّحاد الإنجيلي الوطني في لبنان ورئيس المجلس عن العائلة الإنجيليّة القسّ الدكتور حبيب بدر، لتًستهلّ بصلاة افتتاحيّة وتأمّل كتابي مع العائلة الإنجيليّة. بعدها تمّ التأكد من النصاب القانونيّ وترشيح اللّجان وتحديد أوراق الإعتماد، الترشيح، الإدارة، والصّياغة.

من ثمّ عُقدت جلسة عامّة حول موضوع الجمعيّة "تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا!" (متّى 14: 27)، قدّم خلالها رئيس الطائفة الإنجيليّة في مصر القسّ أندريه زكي، محاضرة لاهوتيّة مُفعمة بالرجاء حول أبعاد الموضوع هذا لا سيّما في ظلّ التحدّيات الّتي يواجهها مسيحيّو المنطقة.

كما وجّه أستاذ الإقتصاد وعلم الإجتماع الإقتصادي والإدارة الماليّة ابراهيم مارون، محاضرة اجتماعيّة، اقتصاديّة وجيوسياسيّة بعنوان "ديموغرافيّة مسيحيّي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بين بداية القرن العشرين والعقد الثاني للقرن الواحد والعشرين".

في نهاية الجلسة، قدّم الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط ميشال عبس درعين تكريميّين للقسّ أندريه زكي والبروفسور ابراهيم مارون كعربون تقدير وشكر على مساهمتهما في أعمال الجمعيّة العامة. واختتم اليوم الثاني من الحدث المسكونيّ هذا بصلاة مع العائلة الإنجيليّة، ليتوجّه المشاركون بعدها إلى اجتماعات عائلاتهم الكنسيّة واجتماع اللّجان ولجنة صياغة البيان الختاميّ.