أكد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب خلال الاجتماع الوزاري في شأن "الأمن الغذائي العالمي" في الامم المتحدة في نيويورك اليوم، أن الدمار الذي تسبب به انفجار المرفأ حد من تدفق المواد الغذائية ما أدى الى ارتفاع اسعارها والصراع في أوروبا أثر في لبنان.

وتوجه في رسالته الى رئيس مجلس الأمن، مشيرا الى أن "الوضع رهيب، 276 مليون انسان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، 48.9 مليون انسان على حافة المجاعة، هذه أرقام مخيفة وتزداد سوءا كل يوم، وأسعار المواد الغذائية ترتفع بحدة، ووصلت الى معدّلها الأعلى إطلاقا في آذار 2022، ويتزامن ذلك مع مواجهة العالم لأزمات متعددة، من جائحة كورونا، الى التغير المناخي، والصراعات والحروب. هذه التحديات أصابت العالم النامي بشكل أساسي، وفاقمت صعوبات هذا العالم، خصوصا ان معظم دول العالم النامي تعاني من المخاطر العالية او سبق ووقعت في مشقة الديون".

واعتبر بوحبيب أنه "في أجزاء عدّة من العالم، انعدام الأمن الغذائي أعاد الى الوراء سنوات من التقدّم في تحقيق أهداف التطور المستدام، وفاقمت الحاجات الانسانية، وتسبّبت بإضطرابات اجتماعية، للأسف، بلادي لم تسلم مما وصفته آنفا. لبنان، الذي بالأساس يواجه تحديات غير مسبوقة تضرّر بصورة حادة من انعدام الأمن الغذائي. فوفقا لبرنامج الأغذية العالمي، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في لبنان بصورة إجمالية بنسبة 1000% منذ بدء أزمة لبنان الإقتصادية، وبلغ التضخم نسبة 215% في شباط 2022".

ورأى وزير الخارجية أنه "في خضم هذا الواقع القاتم، فان عواقب الصراع الجاري في اوروبا، مصحوبة مع دمار اهراءات القمح الأكبر في لبنان الناتج عن انفجار مرفأ بيروت في آب 2020، أدّت الى تفاقم الأزمة، والدمار الكبير الذي تسبب به انفجار مرفأ بيروت حد من تدفق المواد الغذائية ما أدّى الى ارتفاع اسعار هذه المواد لتصبح بعيدة عن متناول الكثير، كما وأضاف الصراع في أوروبا تحديات جديدة على واقع لبنان الصعب، خصوصا ان لبنان يتصدر لائحة الدول التي تعتمد على القمح الأوكراني. فإن حاجة لبنان الشهرية تقدر بـ50,000 طن من القمح، كما ان لبنان يعتمد على الواردات لتأمين حوالي 85% من حاجاته الغذائية".

وتابع: "اتخذت الحكومة اجراءات عملية لتخفيف وطأة هذه المشكلة: فنحن نتخذ الخطوات لتحفيز زيادة الانتاج المحلي ونعمل على تأمين اتفاقات مع عدد من الدول لإستيراد القمح بأسعار مقبولة، ومعلوم من الجميع ان هذه الأزمة العالمية تتطلب حلول على المستوى العالمي وليس فقط على المستوى الوطني، وعلينا ألا ندق ناقوس خطر انعدام الأمن الغذائي فقط، بل علينا ان نتصرف بسرعة، وحزم وبصورة جماعية، لهذه الغاية، انضممنا الى "خارطة الطريق للأمن الغذائي - النداء من أجل العمل" ونشكركم على هذه المبادرة، ونؤكد دعمنا مبادرة الأمين العام لإنشاء مجموعة استجابة دولية للأزمة حول الغذاء، الطاقة والمال".

وأضاف: "صاغ لبنان مشروع قرار تحت عنوان "حالة انعدام الأمن الغذائي العالمي" ليتم تبنيه من قبل الجمعية العامة الأسبوع المقبل. وأود ان أشكر الولايات المتحدة الأميركية لمشاركتها في المجموعة الأساسية الى جانب 20 دولة أخرى. ان نص القرار حاز حتى تاريخه على الرعاية المشتركة لأكثر من 80 دولة من الدول الأعضاء، وهو يتضمن خطوات عملية. مجدّداً، نغتنم الفرصة لدعوة الجميع لتبني مشروع القرار بغية اظهار أننا كمجتمع دولي متّحدون في مواجهة انعدام الأمن الغذائي ومحاربة الجوع حول العالم، وهذه المنظمة الكريمة أُنشئت لمواجهة أزمات كالتي نمر بها حالياً، حيث يجب أن نعمل جميعاً سويّاً بروح التعدّدية، والتعاون، والتضامن لمعالجة التحديات المهمّة التي يواجهها عالمنا اليوم".