لفت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده في موسكو مع وزير خارجية مالي عبد الله ديوب، ردًا على سؤال عن إمكانية تأثير تعاون روسيا مع هذا البلد الإفريقي على علاقاتها مع فرنسا، إلى "اننا نفهم محاولات فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى الادعاء بهيمنتها على منطقة أو أخرى في العالم، غير أن هذه المحاولات لا تعجبنا".

وأشار إلى أنّ "هذه المسألة تخص أوروبا خصوصا"، موضحًا أنّ "الاتحاد يعارض منذ سنوات تطوير موسكو علاقاتها مع صربيا والبوسنة والهرسك وغيرهما من دول غرب البلقان". وكشف أنّ وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، ومفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، أعربا له في العام الماضي في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن قلقهما إزاء تطوير موسكو اتصالاتها مع إفريقيا وخصوصا مالي.

وذكر لافروف أنّ بوريل ولودريان بررا موقفهما هذا بأنّ افريقيا هي "منطقة مسؤولية ونفوذ ومصالح الاتحاد الأوروبي"، مشيرًا إلى أنه "بطبيعة الحال لا أستطيع القبول بمثل هذه البراهين، لأنها تعكس الاستعمارية الخالصة والاستعمارية الجديدة والعجز عن التخلي عن العوائد السابقة التي أدت إفريقيا، إلى الوضع الصعب في ذلك الحين".

وأوضح أنه "لا يزال صدى هذا الماضي الاستعماري محسوسًا حتى الآن، خاصة فيما يتعلق بالحدود التي تم ترسيمها دون مراعة أي عوامل سوى الممتلكات الاستعمارية لتلك الدول أو ذاك، وغيرها من الصعوبات التي يعاني منها الآن أصدقاؤنا الأفارقة".

وأشار لافروف إلى أنه ذكّر الزملاء الأوروبيين في تلك الاجتماعات، بأنهم بأنفسهم يضعون دون تردد استراتيجيات مختلفة بشأن المناطق المحيطة بروسيا ويعرضونها على دول المنطقة، ناهيك عن "مدى توغل الأوروبيين في أوكرانيا" منذ كسب هذا البلد الاستقلال أوائل تسعينيات القرن الماضي، معتبرًا أنّ "هذه المعايير الازدواجية مؤسفة جدا، ونحن مستعدون لمناقشة أي مسائل دولية مع زملائنا الغربيين من فرنسا وأي دول أخرى بشرط واحد، هو أننا سنفعل ذلك بشكل متحضر بناء على أساس احترام مصالح بعضنا البعض والأهم أن يكون ذلك على أساس احترام حق كل المناطق والدول التي يدور الحديث عنها، وفي هذه الحالة مالي، في اختيار شركائها بشكل حر ودون أي إملاءات".