وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الشكر الى المزارعين، وذلك خلال قداس عيد سيدة الزروع، الذي أقامه في الصرح البطريركي، حيث عاونه المطارنة سمير مظلوم وبيتر كرم ورئيس عام الرهبنة المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم وبحضور مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود ورؤساء النقابات والتعاونيات والاتحادات الزراعية وحشد من المزارعين.

وتمنى الراعي على الدولة مساعدتهم على جميع الأصعدة وحيَا الذين يهتمون بالزراعة أكانوا من الأفراد في الجبل، في الوسط، وعلى الساحل، أو الأبرشيات والرهبانيات الذي يشكلون عنصر أساسي في الزراعة، وأيضاً الشبيبة المتدربة في المركز البطريركي في ريفون.

ولفت الراعي ان الأرض هي المعلم الحقيقي للإنسان والمربية الحقيقية، لا يمكننا ان نغش الأرض فإذا غشينا لا نحصل على شيء، أما عندما نكون صادقين معها فتعطينا الكثير. تعلمنا الصدق والإخلاص والجدية والأخلاقية. هذه الأرض هي أساس، نحن نعلم اننا خسرنا الكثير عندما تحولنا عن الزراعة وذهبنا إلى مشاريع أخرى لعدة أسباب، المهم خسرنا الكثير لأن المدرسة الحقيقية التي هي الأرض لا يمكننا الجلوس على مقاعدها. الروحانية والأخلاقية والصدق والإخلاص تعلمنا إياه الأرض والزراعة. واكد ان الدولة اللبنانية مطلوب منها تشجيع المزارعين ومساعدتهم، ان أرادت الدولة مواطنين صالحين مخلصين: المدرسة، الزراعة.

وشدد الراعي ان الارض هي هويتنا لا يوجد لدي أرض إذاً انا يتيم لا هوية لدي. هويتي هي الأرض، أخلاقي هي الأرض، كياني اللبناني هو الأرض. هذه هي المدرسة التي نتعلم فيها ونحافظ فيها على هويتنا. كانوا يقولون: محظوظ من له مرقد عنزة في لبنان، أما اليوم فلا نسمع غير رغبة بالبيع، وهذا شيء مؤلم لأننا نبيع هويتنا وكياننا ولبنانيتنا. فدعا الناس للمحافظة على الأرض وعدم التضحية بها.

وأشار ان البطريركية والأبرشيات والرهبان تشكل عنصر أساسي في الزراعة وإذا نظرنا نجدهم مؤتمنين على الأراضي. نشكر الله انه ما زال يمكننا الاستثمار بالأراضي ان لم يكن اليوم فغداً، نشكر الله وإلا أصبح كل شيء كناية عن باطون ولا يمكننا إيجاد شجرة واحدة ليقف عليها عصفور أو لنجلس في ظلها. كما ان المجمع البطريركي الماروني 2003-2006 وضع نص خاص بالكنيسة والأرض نجد فيه كل قيمة الأرض، كل أخلاقية الأرض، كل المواطنية التي نأخذها من الأرض، كل الهوية والكيان الذين نأخذهم من الأرض. عندما تمت المصالحة بين الدولة الإيطالية والفاتيكان وأممت الدولة الإيطالية الكثير من ممتلكات الفاتيكان فلم يبقَ إلا القليل، سألوا البابا عام 1929 كيف قَبِل المصالحة فأجاب: تكيفي قطعة أرض بحجم كف اليد لأقف عليها حتى أشعر انني أملك العالم. هذه هي أهمية الأرض.

وللمسافرين للخارج والمغتربين، قال الراعي: "هاجرتم وحققتم ذاتكم لكن لا تفرطوا بالأرض فأهم ما تتركوه لأولادكم هو قطعة أرض صغيرة في هذا الوطن، الذي يبيع الأرض يبيع هويته، كيانه، مستقبله ووطنه".

وشكر البطريرك لحود على اهتمامه الكبير وتشجيعه الدائم والمتابعة الدؤوبة حتى تستطيع الدولة تصريف الإنتاج اللبناني في الخارج وبإذن الله فتح أسواق جديدة لتشجيع الزراعة لأنها عنصر أساسي في الاقتصاد اللبناني إذا ما رجعنا له كعنصر أساسي يكون الاقتصاد مبتور من عنصره الجوهري.