لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّ "الانتخابات النيابية أدّت إلى مناخ وطني جديد، أعطى المواطنين جرعة أمل بحصول تغيير إيجابي ووطني، من شأنه أن يشجّع المجتمع الدولي على مساعدة لبنان جديًّا، لا رمزيًّا، على الخروج من ضائقته الاقتصاديّة ومن أزمته الوجوديّة".

وشدّد، خلال ترؤّسه القدّاس الإلهي في الصّرح البطريركي في بكركي، على أنّ "ما لفتنا وآلمنا، هو أن تندلع غداة نتائج الانتخابات النّيابيّة، اضطرابات أمنيّة، وأن تعود أزمة المحروقات وينقطع الخبر وتُفقد الأدوية وترتفع الأسعار ويتمّ التّلاعب بالدولار"، متسائلًا: "ألم يكن من المفترض أن يحصل عكس ذلك، فيتأمّن ما كان مفقودًا، ويرخص ما كان غاليًا؟ وكأنّ هناك من يريد أن يعطّل واقع التّغيير النّيابي وحركة التّغيير السّياسي، ويريد الانقلاب على نتائج الانتخابات، والهيمنة على الاستحقاقات الآتية".

وأكّد البطريرك الرّاعي "أنّنا نرفض هذا الأمر، وندعو المسؤولين والقادة إلى تحمّل المسؤوليّة، والشّعب إلى التصدّي له"، مبيّنًا "أنّنا كنّا نتوقّع أن يبدأ التّغيير بإصلاح أداء بعض القاضاة، والالتزام بأصول المحاكمات، لكنّ ذلك لم يحصل. ندعو لرفع الظّلم والتقيّد بالأصول القضائيّة، كي لا يتحوّل نظامنا الدّيمقراطي، إلى نظام قمعي استبدادي". ولفت إلى أنّه "يا حبّذا لو يقوم القضاة بواجباتهم بشأن انفجار مرفأ بيروت، ومن نهبوا المال العام وأفلسوا الدّولة وأغرقونا في العتمة، ويخزّنون الأدوية ويتلاعبون بالدولار. لكن للأسف، هؤلاء محميّون من النّافذين المستفيدين، فيا للعار!".

ورأى أنّ "الفوز ليس نهاية النّضال، بل بدايته"، داعيًا جميع المواطنين "لا سيّما أولئك المؤمنين بالتّغيير الإيجابي والسّيادة الوطنيّة ووحدة السّلاح"، إلى "اليقظة والاستعداد لمواجهة الالتفاف على الإرادة الشعبيّة".