أشار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في ​لبنان​، ​نصر الدين الغريب​، إلى أنّ "أخيرًا، مضت الانتخابات وعاد السكون يخيّم على أرجاء الوطن، بعد التّجاذبات الّتي أصابت كلّ مدنه وقراه، وقد فاز من فاز وهنيئًا لهم جميعًا، دون العودة لأسباب الفوز والخسارة".

وتوجّه في بيان، إلى "الفائزين بأصوات النّاس المحرومين والمقهورين، أصوات المعوّزين الّذين اضطرَّت بعضهم الظّروف القاسية والأزمة الاقتصاديّة إلى الخروج عمّا يطمحون، فأولادهم في الهجرة وأعمالهم متوقّفة والغلاء الفاحش هو سيّد الموقف"، قائلًا: "نطلب منكم النّظر بعين الرّأفة والعدل في أحوال النّاس، لقد أنجبوا أولادهم ليستثمروا في وطنهم ويتعاونوا على بناء ما هدّمته الحرب الأهلية، ويتبوّأوا المناصب الّتي تليق بهم، لكنّ السّياسات الخاطئة والأموال المصادَرة والجّشع القاتل، حال دون ذلك وأجبرهم على الرّحيل".

ولفت الشّيخ الغريب إلى أنّ "مَن بقي، هو يعاني الأمرَّين وينازع بين الحياة والموت، فعليكم مسؤوليّات جمّة تطلّب منكم عمل الدؤوب لتخليص هذا الوطن من براثن الطّامعين والمغتصبين. فإنّكم أيّها السّادة قادمون على استحقاقات جسيمة، فحكِّموا عقولكم وتحلّوا بالحكمة، ودعوا العهر السّياسي جانبًا كي تستقيم الأمور، ويبقى اسم لبنان عاليًا كما كان".

وسأل: "هل أصبحت السّفارات الأجنبيّة والعربيّة تؤلّف اللّوائح وتصدر النّتائج؟ حيث الصّناديق الآتية من الخارج كان بعضها مشوّهًا أو مكسورًا، أو كان انتخاب المغتربين هناك عنوةً عن إرادتهم؟". وخاطب الّذين خسروا المعركة، بالقول: "هنيئًا لكم أيضًا، لقد حاولتم الفوز وبنيّة تصحيح المسار والاعوجاج والتّضحية في سبيل وطن ينازع، وتلزمه العقاقير البشعة للإصلاح ، جنّبتم أنفسكم من "كلّن يعني كلّن". فعليكم بإعادة النّظر بمسيرتكم السّياسيّة والاجتماعيّة والتّحالفات القاتلة، لعلّكم توفّقون وقد أتى دور المحاسبة للّذين شملتهم رحمة الانتصار".