يبدو أن حزب "الكتائب" برئاسة النائب سامي الجميل، يطبق حرفيا " نصائح" كوستانية تقضي بقنص المناصب النقابية بطرق فنية بالباس المرشحين الكتائبيين رداء المستقلين، من خلال " فذلكة" باتت معروفة، تقضي بأن يعلق المرشح الكتائبي إلى منصب نقيب او عضو مجلس نقابة عضويته في الحزب للترشح إلى انقضاء الولاية. هذه القاعدة بدأت مع نائب رئيس الحزب جورج جريج عندما ترشح لمنصب نقيب المحامين، وعلى رغم اضطراره للظهور بمظهر الواقف على مسافة من جميع الاطراف، فإنه واظب على حضور اجتماعات المكتب السياسي الكتائبي والمناسبات الحزبية التي كان ضيفها وخطيبها احيانا. كما زرع موظفين ومحامين كتائبيين في الجهاز الاداري للنقابة ولجانها. واذا كان جريج قد تفادى ما أمكن الخوض في ال​سياسة​ والحديث فيها، لاجئا إلى الحوار مع من يخالفونه الرأي. فإن نقيب الصيادلة جو سلوم الكثير الحركة، الذي يواظب على إطلاق التصريحات بشكل يومي داعيا إلى اعتماد بطاقة دوائية بذريعة" تحرير السوق من الدواء الايراني"، والبارع في اثارة السجالات داخل النقابة على خلفية سياسية، كان قد علق بدوره عضويته في حزب الكتائب.

واليوم يخوض عضو المكتب السياسي الكتائبي الدكتور برنارد جرباقه، وهو طبيب أطفال معروف، معركة نقابة الاطباء مقدما نفسه على أنه مستقل، وكأن تعليق عضويته إلى المكتب السياسي في الحزب المذكور كافية لتصنيفه مستقلا.

إن أحدا لا يشك بقدرة الدكتور جرباقه الطبيه، لكن من يعرفه ويعرف طينته يدرك انه ليس من الصنف الذي يمتلك قدرة المواجهة واتخاذ القرارات الجريئة التي تحتاجها النقابة في مثل هذه الأحوال. وهو ليس ذا طبيعة صدامية، وليس من هواة التفرغ للعمل النقابي بدليل أن تجربته في عضوية مجلس النقابة وإحدى لجانها لم تكن ناجحة لتغيبه الدائم بداعي العمل والسفر. ويرى البعض أن عدم اهليته النقابية، لا يعني انتقاصا من اخلاقياته، ومكانته العلمية. ولكن ذلك لا يصرف في العمل النقابي. ما يصرف هو التفرغ والقدرة على التعامل مع الجميع بانفتاح، وليس التقوقع في الزاوية الحزبية.

اما الدكتور جورج الهبر الذي يترشح باسم الثورة ممتطيا صهوتها، فإنه لا يلقى تأييد الكثير من النقباء السابقين، لأسباب كثيرة ليس اقلها انه يعتزم في مقدم ما يعتزم حال وصوله إزاحة مديرة النقابة الحالية ليضع زوجته مكانها.

في اي حال هل يفلح " التذاكي" الكتائبي هذه المرة بنقابة الاطباء، خصوصا ان جرباقه خاض استحقاقات سابقة في بلدية بيروت، وحاول الترشح عن مقعد الاقليات ، وسعى إلى مواقع أخرى. والسؤال المطروح: هل تنقش معه هذه المرة، فيفعل "التذاكي" او "البلوف" الكتائبي فعله بالباسه لبوس المستقل، مستحضرا أعجوبة قانا التي حولت الماء خمرا؟.