علمت "النشرة" ان تواصلاً مفتوحاً بين الكتل النيابية يتجاوز حدود التموضعات السياسية التقليدية او التي ظهرت في جلسة مجلس النواب الأخيرة، ليس محصوراً بإنتخاب اللجان النيابية، بل يتعدّاه الى موضوع الحكومة العتيدة.

وتقوم معادلة التواصل على اساس:

اولاً، دور "حزب الله" في تشكيل قناة اتصال بين التيار "الوطني الحر" و حركة "أمل"، في محاولته توحيد الموقف إزاء مقاربة الملف الحكومي، مستنداً الى كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري بشأن "ملاقاة الاوراق البيضاء بقلوب بيضاء".

ثانياً، دور بري في توظيف علاقته القوية مع الحزب "التقدمي الاشتراكي" لإبقاء قناة الاتصال قائمة مع "حزب الله"، وتبريد المواقف السياسية التي تصدر عن المختارة، ويصب الهدف ايضاً في شأن مقاربة ملف الحكومة العتيدة.

ثالثاً، ابقاء خطوط الاتصال بين عين التينة ونواب سنّة كانوا انتخبوا بري لرئاسة المجلس، وبعضهم كان يدور في فلك تيار "المستقبل"، وتوظيف الترابط في توحيد الموقف ازاء الحكومة العتيدة.

رابعاً، إبداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جهوزيته لتأليف حكومة جديدة، لكن من دون موافقته على شروط "الوطني الحر" التي تتمحور حول طلبات قبل نهاية العهد الرئاسي، وهو ما دعاه الى الاطلالة الاعلامية منذ يومين، لإرسال اشارات تصبّ في هذا السياق. علماً ان معلومات جرى التداول بها حول طرح بعبدا اسماء جديدة لتكليفها بمهمة تأليف الحكومة، غير ان وقائع جلسة ساحة النجمة الثلاثاء الماضي قد تكون فرضت حسابات جديدة.

خامساً، تسعى معراب الى مشاكسة اي طرح حكومي مدعوم من "الثنائي الشيعي"، لكنها لا تقدر على مواجهة خطوة تكليف ميقاتي، بإعتبار ان اقدامه لن يتم بمعزل عن المباركة الدولية، انطلاقاً من فرنسا، عدا عن ان التواصل بين ميقاتي ومعراب لم ينقطع يوماً.

وعلى هذا الاساس، يبدو ان ميقاتي هو الاقرب الى ان يكلّف مجدداً، انطلاقاً من دفع نيابي سنّي - شيعي واسع، ودعم مسيحي مقبول. وفي حال وافقت المختارة على طرح تكليف ميقاتي مجدداً، تكون المعركة الحكومية قد حُسمت، على الاقل في تكرار مشهد انتخاب بري: نواب كتل "اللقاء الديمقراطي"، "التنمية والتحرير"، "الوفاء للمقاومة"، "الوطني المستقل"، اغلبية النوّاب السنّة، ونواب مسيحيين مستقلّين.