أشار ​السيد علي فضل الله​، الى أن "معاناة اللبنانيين اليومية لتأمين أدنى متطلبات حياتهم، أصبح واضحاً أن أسبابها تعود إلى الارتفاع المتزايد في سعر صرف الدولار وجشع من يتحكمون بسوق الغذاء والدواء والمحروقات والذي يحظون بالتغطية الكافية التي تجعلهم بمنأى عن المسائلة والملاحقة والضبط".

ورأى فضل الله، خلال خطبتي الجمعة في حارة حريك، الى أن "الدولة المعنية بمواطنيها غائبة عن كل ما يجري، وتكتفي بالمسكنات والمهدئات التي لا تسمن ولا تغني من جوع".

ودعا فضل الله، ​المجلس النيابي​ الجديد، إلى "استنفار جهودهم وقدراتهم وعدم التباطؤ في القيام بمسؤولياتهم التي تحملوها، إن على صعيد التشريع وإصدار القوانين أو على صعيد الرقابة أو في اختيار من يتصدرون الحكومة أو من يتولون المواقع فيها أو من يتصدر رئاسة هذا البلد".

ولفت الى أن "الوقت ليس وقت مناكفات وصراعات وتسجيل نقاط أو عرض عضلات إعلامية على شاشات التلفاز أو عبر الصحافة ومواقع التواصل، أو دعوات للعودة إلى اصطفافات ذات طابع طائفي أو مذهبي أو غيره ساهمت وتساهم في تعميق الهوة بين اللبنانيين أو تدخله في الصراعات الإقليمية والدولية، بينما الوقت كله ينبغي أن يكون لإنقاذ بلد يتداعى والخروج من المنزلق الخطير الذي وصل إليه".

وأوضح أن "ما ندعوكم إليه هو أن تعوا أن اللبنانيين لم يعطوكم وكالة مطلقة تجعلكم تتصرفون بها ما تشاؤون وكيف تشاؤون، بل هي مقيدة بالعمل الجاد والمسؤول لتحقيق الوعود التي وعدتموها إن على صعيد حماية البلد من العدو الذي لا يزال يستبيح بر هذا البلد وبحره وجوه ويسعى ليستبيح ثرواته أو بإزالة كابوس الهدر والفساد وسوء الإدارة الجاثم على صدورهم والسبب فيما وصولوا إليه".

وأكد فضل الله أن "هذه الوعود ليست خياراً بل هي واجب ومسؤولية، وعليكم أن تؤدوا أماناتها كاملة إليهم"، مضيفاً "أننا نرى أن المجلس النيابي لن يكن قادراً على أن يقوم بالدور المطلوب إلا عندما تمتد الأيدي إلى بعضها البعض ويتناسى الجميع أحقاد الماضي القريب والبعيد وتوتراته وخطاباته ويتجردوا من أنانياتهم وحساباتهم الضيقة."

وشدد على "أننا نعلن وقوفنا مع الصرخة التي أطلقتها المؤسسات الاجتماعية التي تتولى رعاية الأيتام والحالات الصعبة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة في دعوتهم الدولة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه من تتولى رعايتهم حتى يستمروا بدورهم، ولا يسقطوا تحت وطأة الواقع الاقتصادي الصعد... وهنا ندعو ​المصرف المركزي​ إلى تحمل مسؤوليته لتلبية مطالب هذه المؤسسات التي عُرضت عليه واعتبارها من أولياته".

أشار الى أنن "نبقى على صعيد الثروة الغازية والنفطية، لننبه إلى ضرورة تضافر الجهود في هذه المرحلة لمنع العدو من استغلال انشغال اللبنانيين باستحقاقاتهم والبدء بالحفر من دون الأخذ بعين الاعتبار حق اللبنانيين في ثروتهم واستغلالهم لمواردهم".