أكد رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، المطران نبيل العنداري، خلال مؤتمر صحفي في المركز الكاثوليكي للإعلام، للإعلان عن رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي للإعلام الـ 56 تحت عنوان "الإصغاء بأذن القلب"، أنّ "الإصغاء هو المكوّن الأوّل الأساسي للحوار وللتواصل الجيّد. ولا يمكن أن نتواصل مع الآخرين إن لم نصغ أوّلًا، ولا يمكن أن يُمارس العمل الصحفي الجيّد بدون القدرة على الإصغاء. وبغية تقديم معلومات أكيدة، متّزنة وكاملة، من الأهمية بمكان أن نصغي إلى الآخرين مطولًا. وكي ننقل حدثًا ما أو نَصف واقعًا في تقرير ما، ينبغي أن نعرف كيف نصغي وأن نكون مستعدين لتغيير فكرنا ولتعديل الفرضيات المكونة مُسَبقًا فينا".

وأشار العنداري، إلى أنّه "إذا خرجنا من الحديث المنفرد فقط يمكن أن نصل إلى التناغم في الأصوات الذي هو ضمانة التواصل الحقيقي. الإصغاء إلى مصادر عدة، ”عدم التوقف عند المحطّة الأولى“ – كما يقول المتمرسون في المهنة –، هذا ما يضمن المصداقيّة والجديّة في المعلومات التي ننقلها. إنّ الإصغاء إلى أصوات عدة، والإصغاء المتبادل، حتى داخل الكنيسة، بين الإخوة والأخوات، هذا ما يسمح لنا بممارسة فن التمييز، الذي هو دائمًا بمثابة القدرة على توجيه خطواتنا وسط سيمفونية الأصوات".

وأضاف: "مركز الإصغاء الحقيقي هو القلب. وقد أثبت الملك سليمان، رغم صغر سنه، أنّه حكيم لأنّه طلب من الله أن يمنحه "قلبًا فهيمًا" (الملوك الأوّل 3، 9). وكان القديس أغسطينوس يدعو إلى الإصغاء بواسطة القلب، وإلى قبول الكلمات لا في الأذنين بشكل خارجي، وإنّما في القلب بشكل روحي: "لا تكُن قلوبكم في آذانكم بل لتكُن آذانكم في قلوبكم". وكان القديس فرنسيس الأسيزي يحثُّ إخوته لكي "يُصغُوا بآذان القلب".