لا توحي المعطيات اللبنانية ان ملف تأليف الحكومة الجديدة سيكون سهلاً، خصوصاً أنّ هناك مطبّات تمنع اتفاق الكتل النيابية الوازنة على تكليف شخصية جامعة.

واذا كان إسم رئيس حكومة تصريف الاعمال ​نجيب ميقاتي​ يتردّد بأنه الأوفر حظّاً، لكن مصادر مطّلعة اكدت للنشرة "أنّ الاتصالات القائمة لم تنجح في توفير بيئة سياسية تُتيح اعادة تسمية ميقاتي بسهولة: لا تسمية مسيحية له من قبل الكتلتين الاساسيتين القوات والتيار والوطني الحر. ولا أكثرية نيابية سنّية تؤيّد وصوله مجدّداً بسبب تشتّت النواب السنّة في كتل وتموضعات عدة، بينما ستقتصر تسميته على اجماع شيعي-درزي، في حال تبنّى تكليفه "حزب الله".

ويطرح المعنيون اسماء شخصيات سياسية وتكنوقراط ايضاً، يبرز من بينها كل من النائب ​فؤاد مخزومي​، والسفير ​نواف سلام​، وجواد عدرة، وخبراء إقتصاد. لكن المصادر ذاتها قالت للنشرة إن طرح اسم سلام يلاقي اعتراضات سياسية عدة، بينما لا تحبّذ الكتل النيابية الاساسية تكليف شخصيات تقنية، ومن بينها عدرة(يطرحه ضمناً التيار الوطني الحر)، بإعتبار ان الحكومة العتيدة قد يطول بقاؤها لملء اي فراغ رئاسي محتمل.

فهل يكون مخزومي هو الحل؟.

يعارض "الثنائي الشيعي" وصوله، لكنه يحظى بعدم معارضة التكتلات المسيحية وعدد مقبول من النواب السنّة، فيما يرجّح ان يسمّيه النواب التغييريون انطلاقاً من موقعه السياسي المعارض وتجاربه الاقتصادية.

وعلى هذا الاساس، ستكون الساعات المقبلة حافلة بوقائع التواصل المفتوح قبل الاستشارات المرتقبة في القصر الجمهوري، وسط ضبابية لم يعهدها لبنان من قبل في مسار تكليف رئيس لتأليف الحكومة، بسبب عدم توافق التكتلات النيابية، ووجود نواب مستقلين وتغييريين يستطيعون ميل الكفة الى جانب اي اسم مطروح لتولي تأليف الحكومة.