أكد رئيس ​مجلس القضاء الأعلى​ القاضي ​سهيل عبود​، "أنه ولئن كانَ القضاءُ اللبنانيُ، شأنُه شأنَ الوطنْ، بمثابةِ الشهيد الحيِ في زمنِ الانهياراتِ على الأصعدةِ كافةً، وإنه ولئنْ كانَ شاهداً أيضاً، على حالةٍ غير مسبوقة أُريدت له وللبنانَ، فإن الأملَ والإيمانَ بالقضاءِ وبالقضاةِ يبقيان هما الأقوى والأبقى...". أشار إلى وأنه "فلنأخذْ من هذهِ التضحيةِ الأسمى، امثولاتٍ في البذلِ والعطاءِ، على مذبح بناء الدولة، وحضورِ القضاءِ، وسيادةِ ​القانون​".

ولفت في الذكرى الوطنية لشهداء القضاء المحدّدة في 8 حزيران من كل عام بموجب المرسوم الصادر عن رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ بتاريخ 16/1/2018، إلى أنه "سأكتفي في ذكرى شهادئِنا اليومْ بأفكارٍ ثلاثْ تضيءُ على الواقعِ، كُتبت بقلمِ حقيقةٍ وحِبرِ معاناة:

- أولاً : إنَّ القضاءَ يتعرضُ لتفلّتٍ ممنهجٍ من الداخل، ولتحاملٍ متزايدٍ من الخارج، ونحن لن نقبلَ كقضاةٍ وكسلطةٍ قضائيةٍ، إلاّ بتطبيقِ القوانينِ على الجميعْ، معالجةً لهذه الأمور. كما نتقبّلُ عن اقتناعٍ كاملٍ كلَّ نقدٍ بنّاءٍ أو انتقادٍ مُسندٍ، بهدفِ تصويبِ أي خللٍ في الأَداءِ القضائي، الذي نسعى دائماً ودوماً إلى تطويره وتفعيلِه، رغمَ كلِّ الظروفِ الصعبةِ والمعوقاتِ المفتعَلةِ أحياناً.

- ثانياً : إنّ القضاءَ أثبتَ ويثبتُ يومياً، وفي محطاتٍ وقضايا كثيرة، ومتعددة، قدراتٍ كبيرةً على مواجهةِ التحدياتِ ومجابهتِها وتجاوزِها، رغم الظروف والاوضاعِ غير المقبولةِ وغير المسبوقة. فلنُضئ معاً على إيجابياتٍ، ولنسع كقضاةٍ في سلطةٍ قضائية، إلى تصويبِ أي خللٍ وإلى تقويةِ أي وهنٍ، وإلى تحسينِ أي ضعفٍ في الأداء القضائي.

- ثالثاً : إنّ الصمودَ القضائيَ لكي يتحوّلَ ثباتاً وديمومةً وفاعليةً، يفترضُ مواكبةً من ​الشعب اللبناني​، ومن مُكوّناتِ المجتمعِ اللبناني، كما يفترضُ خَطواتٍ حقيقيةً وفعليةً من قِبلِ السلطتين التشريعية والتنفيذية، لناحيةِ إصدارِ قانونِ استقلاليةِ القضاءِ، مع تأمينِ الضماناتِ الحياتيةِ والاجتماعيةِ لكلّ قاضٍ، ومستلزماتِ وحاجاتِ العملِ القضائي في قصورِ العدلِ، مع وجوبِ احترام ِ وضمانِ تنفيذِ قراراتِ ومقرراتِ ​مجلس القضاء الاعلى​ وفي طليعتها ​التشكيلات القضائية​، وسائرِ القراراتِ والاحكام القضائية".

ودعا قضاة لبنان "إلى الصمودِ في البذلِ والعطاء، فنعبُرُ إلى لبنانَ الغدِ، مستلهمينَ دائماً وأبداً، سموَّ تضحيةِ من نُحيي ذِكراهم".