انهت مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش مسح أكثر من 80% من مواقع المقالع وال​كسارات​ وقارنتها مع مسح جوي عام 2007، وبقي بعض المناطق في منطقة عرسال، وقامت تسليم الخرائط والنتائج إلى وزير البيئة ​ناصر ياسين​، بدأت دراسة كيفية احتساب مستحقّات قطاع الكسارات للخزينة الوطنية اللبنانية، ولا سيما كيفية تحديد كلفة الهدر البيئي وسط تقديرات بوصولها إلى 7 مليارات دولار.

ولفتت صحيفة "الاخبار" الى ان عمليات المسح استمرّت سنة وثمانية أشهر تقريباً، حصل خلالها جمع أسماء مستثمري ما يقارب 750 موقعاً مشوّهاً ومخالفاً وتحليلها. 4 فرق طوبوغرافية عملت على تحليل النتائج وما يقارب 22 عسكرياً كانو يعملون يومياً من أجل إتمام العمليات المطلوبة. أظهر المسح التجاوزات الهائلة بالأرقام، إن لناحية العمق في الأرض (بلغ عمق بعض الحفر 70 متراً في أحد المواقع بمنطقة ميدون)، أو لناحية التشوّهات وقصّ الجبال لمئات الأمتار بالارتفاع. تم تقدير ما يقارب 670 مليون متر مربع من المساحات المحفورة، بالإضافة الى 210 ملايين متر مكعب مستخرَجة تقريباً.

قدّر التقييم الطبوغرافي لثلثي الكسّارات العاملة والمتوقّفة عن العمل ما يقارب 1300 هكتار بحالة تشوّه وتضمّن إثبات ملكية الكسارات، ومشغّليها، وإحداثياتها، وموقعها، ومنطقتها الجغرافية، وتصنيفها، والحجم المستخرَج منها على مرّ السنين والتعديات على أراضي الآخرين والمشاعات.

وقد بلغت التقديرات الأوّلية لـ20% من المواقع، أن عائداتها يمكن أن تشكل 1،2 مليار دولار أميركي، بحسب الوزير ياسين، وأن الرقم النهائي للعائدات قد يتجاوز السبعة مليارات دولار. هذا الاستنتاج جاء بناءً على دراسة وتحليل 529 قطعة أرض تمّت مراجعتها، حيث تم استخدام 9.9 كم2 لاستخراج 122.2 مليون م3 بين عامي 2007 و2021.

كما تمّت ملاحظة أن بعض المستثمرين يستخرجون الصخور من 62 قطعة أرض تملكها الدولة؛ و45 قطعة أرض غير ممسوحة؛ و12 قطعة أرض بموجب "علم وخبر" مشكوك في أمر قانونيتها. ينتهك بعض المستثمرين 88 قطعة أرض مجاورة إما باستخدامها لأغراض لوجستية و/ أو لاستخراج الأحجار منها بطريقة غير قانونية، مع القليل من البيانات المتاحة لهذه الأراضي. كما تمّ تحديد مساحة 250 ألف متر مربع مستخدمة بشكل غير قانوني استُخرج منها 7.5 ملايين متر مكعب.

لجنة وزارية/ نيابية للمحاسبة

وزير البيئة ناصر ياسين اقترح تشكيل لجنة وزارية تضمّ وزراء العدل والداخلية والمالية والدفاع ، بالإضافة إلى البيئة، للادّعاء على كلّ هؤلاء المستثمرين وتحصيل المستحقات.

كما أوصت ورشة العمل التي عُقدت الأسبوع الماضي في وزارة البيئة بضرورة وضع استراتيجية خاصة بإدارة هذه الموارد الناجمة عن قطاع المقالع والمرامل، ووضع إطار تشريعي جديد يعتمد على مبادئ محدّدة وتصنيفات ومواصفات وتحديد المختبرات اللازمة وسبل المراقبة، مع عدم إلغاء مفاعيل المراسيم التنظيمية السابقة، وتغيير السياسات للقطاعات المستهلِكة للمواد الأولية من مقالع وبحص ورمل وإسمنت، ولا سيما سياسات النقل والطاقة والمياه لناحية ضبط الطلب وتعديل قانون البناء، وتشجيع البناء الأخضر، ووضع ضريبة على الشقق الفارغة ولا سيما في المشاريع التجارية.

ومن التوصيات أيضاً وقف الاحتكار في هذا القطاع وفتح باب الاستيراد لمواد البناء كافة، ومنح الأولوية للاستثمار في فقّاشات صغيرة لإعادة استخدام مخلّفات البناء على قلع الجبال، بالإضافة إلى ضبط شقّ الطرقات والاستفادة من مخلفاتها أيضاً، بدل تركها تدمر الوديان، وإعادة النظر في المخطط التوجيهي ودراسة إمكانية حصر الاستثمار في أملاك الدولة و/ أو أملاك مصرف لبنان (مع الإشارة إلى أن ممثلي البنك المركزي التزموا الصمت خلال الورشة، مكتفين بالاستماع وتسجيل الملاحظات)، والاستفادة من مسح الجيش للمواقع وتنظيم دعاوى بحق المستثمرين المتهرّبين من دفع الضرائب والرسوم بعد تحديد كلفة الهدر البيئي وتحصيل العائدات المتوجّبة لخزينة الدولة، مع توصية أخيرة بإعادة تأهيل الأماكن المشوّهة على نفقة المستثمرين وعدم ربط التأهيل بالاستثمار التأهيلي.