أشار ​الشيخ أحمد قبلان​، إلى أن "الحقوق المالية ليست الزكاة فقط، بل هي إطعام الجائع وتأمين استشفاء وإعطاء السائل وتأمين حاجات الناس، بخلفية أن القادر على الإعطاء والإنفاق والمساعدة يجب عليه ذلك، وإن دفع الحقوق الشرعية المتوجبة عليه، وهذا منطق أخلاقي وعقلائي وهو ما يُعبَّر عنه بالإنفاق الاستثنائي في الظروف الاستثنائية، ولا شيء أخطر عندنا اليوم من الظروف الاستثنائية التي نمرّ بها".

وأكّد قبلان أن "واجبنا في هذه المعركة الفاصلة خاصة، أن نضمن تعليم أجيالنا، أن نؤكّد حضورنا التربوي والعلمي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي، لأن من يخسر هذه الحرب يخسر قدرته على البقاء. ومن واجب التاجر وصاحب المؤسسة وصاحب الشركة والمتموّل أكبر من باقي الفئات، واجبه في هذا المجال ليس فقط التوظيف على الأولويات، بل أن يساهم في حماية اليد العاملة".

وأوضح أن "المطلوب في هذه المعركة كسر الأهداف الموضوعة لهذه الحرب، كتهجير الجيل الشاب خاصة جيل الأدمغة، وضرب الكفاءات العلمية ونسف البنية الاقتصادية وسحق الاستقرار النفسي والاجتماعي، وإدخال البلد والناس في دوامة موت اقتصادي معيشي توازياً مع كارثة أخلاقية ودمار وطني".

وشدد قبلان، على وجوب "أن تعلم ​تل أبيب​ والمبعوث الأمريكي أنها قضية حياة أو موت، و​لبنان​ اليوم ارتطم بالقعر، ويعاني من كارثة وجودية، والحلّ ليس صندوق النقد ولا التسوّل الدولي، بل بالثروة النفطية الجوفية، فتكون المعادلة اليوم ​حقل كاريش​ قضية وطنية عظمى لا يمكن لأحد أن يتنازل عنها".

وذكر أنه "إذا كان نفط كاريش كنز لبنان فإن المقاومة ضمانة كنزه"، معتبراً أن "لبنان اليوم مأزوم للغاية، ولا يمكن إنقاذه إلا بتشكيل حكومة قرار سياسي قوية، فعجّلوا لأن لبناننا يحتضر، وترك لبنان لحيتان الأسواق ودهاليز التجار ولعبة الاحتكار هو إعانة لوضع لبنان على مقصلة إعدامه، ولذلك على الدولة أن تضرب بيد من حديد قبل أن نذهب الى جهنم الفوضى".

وحذر قبلان، القوى السياسية، من "أن السفينة اللبنانية تغرق، ولبنان لا يملك اليوم أي أصول استراتيجية إلا النفط، والبلد يحتاج حكومة قوية اليوم قبل الغد، حتى نبعده عن كارثة إدارة الفراغ، لأن ما نشهده ظاهرة تقترب من حالة الانهيار الشامل، ونحتاج إلى مبادرات وطنية لتمرير الاستحقاقات الدستورية، ووجع الناس أشبه ببركان نائم خاصة أن معدّل التضخم والركود الاقتصادي والجشع التجاري يضع لبنان في قلب النار. لذلك، بادروا وسارعوا لإنقاذ بلدكم قبل أن نبكي عليه جميعاً".