إفتتح ورشة العمل التي نظّمها ​المركز التربوي للبحوث والإنماء​ في مبنى المطبعة في سن الفيل عن «المشروع الأولّي للخطة الإستراتيجية الخمسية» للمركز التربوي، وخصوصا مكوّن « الهيكلة الإدارية والحوكمة الرشيدة»،

لفت وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال ​عباس الحلبي​، إلى أنّه "قبل قرابة شهر تقريباً حضرت إلى المركز التربوي للبحوث والإنماء، كان همّنا أن نعيد الى هذه المؤسسة التربوية العريقة تألقها ونعزز استقرارها لتتولى مسؤولياتها التربوية على أكمل وجه، وبما ينيط بها القانون من مهمات كبرى في التربية.

وأشار، خلال افتتاح ورشة العمل التي نظّمها المركز في مبنى المطبعة في سن الفيل عن "المشروع الأولّي للخطة الإستراتيجية الخمسية"، إلى أنه "اليوم تناقش هذه الورشة أول مشروع تحت مسؤولية اسحق، المسودة الأولى للخطة الاستراتيجية الخمسية للمركز بالعنوان الأول أي "إعادة هيكلة المركز وترشيد الحوكمة، ويعني ذلك أن المركز التربوي بدأ يتلمس خطواته الجديدة من دون أن يقطع مع ما أنجز خلال الأشهر الماضية، لكن الاهم أنه بدأ يخرج من الظروف العصيبة والاوضاع غير المستقرة التي عاناها وانعكست على انتاجيته وعلى ممارسة دوره في التخطيط ووضع المناهج وتأليف الكتب وإعداد البحوث والدراسات ومراقبة تطبيق المناهج وأيضاً تدريب المعلمين".

وذكر الحلبي، "أننا نتأكد اليوم أن المركز يسير على الطريق الصحيح، ويمارس دوره المفصلي ومهماته التي لا تقتصرعلى التّحديث والتطوير التربويّين ووضع الخطط والسياسات وتوجيه المناهج التربوية ومستلزماتها لبناء المتعلّم المواطن، بل يتقدم لأن يكون "عقل التربية". لذا يسير بخطوات مهمة نحو تطبيق الحوكمة والتطوير والتقييم والمتابعة واستخدام نظام إدارة المعلومات التربوية في القرارات العملية، وفي جمع المعطيات والداتا وتحليلها واستخدام معطياتها وتطوير المناهج التربوية، وتدريب المعلمين وتقييم تحصيل التلامذة وإنجاز الإحصاءات".

واعتبر الحلبي، أنّ "للمركز التربوي مسؤولية كبرى في بلورة مشاريع طارئة خصوصاً في أوقاتِ الأزماتِ. وهو مدعو الى بناءِ الثقة عبر إصلاحاتٍ في العمل الإداري، وترشيد الانفاق وتشكيل الأطر المرجعية لكفايات القيادات التربوية من مدير وناظر ومنسق وأطر مرجعية للاعتماد الأكاديمي وللشراكات المجتمعية".

وأوضح "أننا نراهن على تعزيز دور المركز، فمن خلال اعادة الهيكلة يمكن أن نشق طريقاً لتشكل العقل التربوي بالتزامن مع تزخيم اطلاق ورشة تجديد المناهج التربوية استناداً إلى روزنامة نلتزمها، وتشكيل فرق الاختصاصيين لإنجازها ولتعيد لبنان إلى مركز الريادة. الاستراتيجية الخمسية للمركز تعزز المساهمة في الاصلاح التربوي وتعطيه دفعاً في ورشته الكبرى للمناهج والتوجيه والقيام بعملية التقويم المدرسي والامتحانات الرسمية وتقويم الشهادات".

وذكر "أننا في المرحلة الاخيرة من عملية إطلاق الإطار الوطني للمناهج بعد نقاش وطني جامع، نتقدم في ورشة إعداد المعلمين، وفق مقتضيات المناهج الجديدة وترسيخ التعليم التفاعلي الرقمي واستخدام التكنولوجيا، لنكون في جهوز تام في كل الاوقات. والأهم أننا نضع القاعدة الصحيحة للسنة الدراسية المقبلة لتنطلق وفق أسس واضحة، فيما مهمة المركز أن يُعد مشاريع ضمن الامكانات المتاحة، وخططا تجيب عن المشكلات التربوية كي لا نراكم خسائر في التربية لا يمكن تحمل تداعياتها السلبية على القطاع".

وأوضح الحلبي، "اننا نستعد بعد نحو 10 أيام لإجراء الامتحانات الرسمية للحفاظ على مستوى الشهادة اللبنانية، وهذا التحدي رغم كل الصعوبات ساهم المركز التربوي للبحوث والإنماء في وضع مساره على السكة الصحيحة، وكان له دور أساسي في تحديد المواد الأساسية وتقليص المناهج كي يتمكن التلامذة من التقدم إلى امتحانات سليمة".

وأشار إلى "أننا اقول أننا أمام بلورة خطط تواكب كل جديد في التجارب العالمية، وتوفير خدمات تربوية عالية الجودة، وتحسين عمليات التدريب للأساتذة على كل الصيغ التعليمية، من الحضوري الى المدمج والتعليم من بعد، والمساهمة في عملية الإصلاح التربوي وتعزيز التعاون مع الجهات المانحة التي قدمت للبنان الكثير في سبيل إعلاء شأن التربية وإصدار مناهج جديدة، والأهم القدرة على الاستمرار في تطويرها وتعديلها إذا اقتضى الأمر. وعلى هذا الأساس نستمر في مسيرتنا في الوزارة لتكون مثالاً للاصلاح والنجاح والتطوير والحفاظ على الكيان التربوي ومواجهة كل المحاولات لإعادته إلى الوراء".