نقلت وكالة "الأناضول" التركية، عن مصدر ​فلسطين​ي، أن "حركة ​حماس​ الفلسطينية، والنظام السوري، يستعدان لفتح صفحة جديدة، واستعادة العلاقات بينهما، بعد قطيعة استمرت 10 سنوات".

وأشار المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، الى أن "هذه المرحلة الجديدة من العلاقة بين حماس ونظام الرئيس السوري ​بشار الأسد​، ستُكتب فصولها في المرحلة القادمة".

ولفت المصدر، الى أن "تطوراً جوهرياً طرأ مؤخراً على صعيد جهود استعادة العلاقة، تمثل بموافقة الطرفين على إعادة فتح قنوات اتصال مباشر، وإجراء حوارات جدية وبنّاءة، تمهيداً لاستعادة العلاقات تدريجياً"، مشيراً الى أن "جهوداً مضنية، بذلها ​حزب الله​ خلال الشهور الماضية، للوساطة بين الطرفين، أفضت إلى "منحها الضوء الأخضر لاتخاذ خطوات عملية، من أجل تقريب وجهات النظر بين النظام السوري والحركة الفلسطينية".

وأوضح أن "قيادة حماس اتخذت قرارها نحو هذا التوجّه الجديد، بالإجماع"، ومنذ 1999 اتخذت قيادة "حماس" من العاصمة السورية مقراً لها، قبل أن تغادرها عام 2012 إثر اندلاع الأزمة السورية. ومنذ ذلك الحين، ساد توتر وقطيعة، بين ​سوريا​ و"حماس".

واكد المصدر، أن قيادة "حماس" لم تكن تمانع في "كسر الجليد بينها وبين النظام السوري"، انطلاقاً من "حرص الحركة على الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف العربية، بما يخدم القضية الفلسطينية".

وأضاف "تؤكد الحركة على الدوام أنها ليست طرفاً في أي نزاع عربي داخلي، وأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع".

وكشف المصدر، أن "موافقة مبدئية حصل عليها حزب الله، من الطرفين، تُمهد لاتخاذ خطوات عملية على صعيد إعادة العلاقات بين "حماس" والنظام السوري، وإجراء حوارات مباشرة".

ولفت إلى أن" النظام السوري ظلّ يتخذ موقفاً متصلباً إزاء استعادة العلاقة مع حماس، حتى وقت قريب، بخلاف مواقف حليفيه (إيران وحزب الله) اللذَين حافظا على استمرار العلاقة مع الحركة برغم موقفها السابق من الأزمة السورية".

وأوضح المصدر أن "جهود حزب الله أفلحت مؤخراً في تليين موقف الأسد، تجاه إعادة التقارب مع حماس، وقال إن ذلك مثّل "ضوءاً أخضر لفتح قنوات اتصال بين الطرفين، فيما يجري الترتيب تدريجياً لترجمة الجهود المبذولة إلى خطوات عملية على أرض الواقع".

وأشار المصدر، إلى أن "لقاءً عُقد مؤخراً بين الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ومسؤول بارز في "حماس"، جرى خلاله الاتفاق على عدد من النقاط في هذا الاتجاه". وأضاف أنه "تم الاتفاق على عقد لقاء على مستوى رفيع، بين النظام السوري وقيادة حماس خلال الفترة القادمة، وأنه يجري الترتيب لذلك على عدة مستويات داخلية وخارجية لدى الحركة".

وبيّن أن "قيادة الحركة أطلعت عدداً من الدول العربية والإسلامية، على تطورات جهود استعادة علاقتها مع النظام السوري، والتي بدورها أبدت ترحيباً بهذه الخطوة".