اشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الى أن "تكليف نجيب ميقاتي هو نصف إنجاز، لأن أكتافه لا تكفي، والمطلوب تشكيل حكومة وحدة وطنية تزرع الأمل بالإنقاذ، والمصلحة العليا للبنان تمرّ بحكومة قرار وطني قوي، وسيكون عندها الشعب بكل فئاته داعماً قوياً لأي مشروع إنقاذي صادق".

وخلال خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة، لفت قبلان إلى أن "البلد ما زال مأزوماً، والكارثة الطاحنة في القطاعات المختلفة قوية وهيكلية، لذلك العين على مواجهة الانهيار بالإنقاذ، والتشتت بالوحدة، والفوضى بالنظام، والكارثة بالإنعاش، وهذا يمرّ من خلال السيطرة على الأسواق والتضخم والكساد وانتشال البلد من العتمة والفراغ والجريمة والبطالة والشلل القاتل، ومفتاح الإنقاذ سياسي، والمعركة مالية نقدية اقتصادية معيشية، والمطلوب من السلطة أن تؤمّن الخبز والدواء والماء والكهرباء، وأن تفرض الأمن، وأن يأخذ القضاء النزيه مجراه بمحاسبة المحتكرين المجرمين الوحوش، وخاصة تجار الطحين الخبثاء ومن يدعمهم، فالعار كل العار أن تتلاعب السوق السوداء بربطة خبز الفقراء".

واعتبر قبلان ان "الحلول الإنقاذية ليست سهلة، لذلك نريد حكومة اليوم قبل الغد، حكومة تدرك حجم الأزمة الدولية الإقليمية والمحلية، بما في ذلك ترسيم الحدود اللبنانية البحرية، لأن الخروج من الكارثة التي تضرب لبنان يتوقف بشدة على قرار وطني كبير فيما خصّ استخراج النفط اللبناني، واستخراج النفط يحتاج إلى شجاعة بالخيارات السياسية، ودون الخيارات السياسية لا نفط".

ونبّه المفتي قبلان من "أن بلدنا محاصر غذائياً ونفطياً وماليّاً، وهناك من يزعزع الأسواق، ويدفع البلد نحو مشكلات مالية وحياتية. المطلوبُ هو الحد الأدنى من الأمن المالي والاقتصادي؛ والأولويةُ الكبرى تبدأ وتنتهي بإنقاذ الدولة من الفراغ والشلل والتفكك؛ والأمنُ الاستباقي ضرورةٌ ماسة للمواطن، لكن الأهمَّ حمايةُ الوحدة الوطنية ونسفُ هياكل الفساد، وإنقاذُ مالية الدولة، ودعمُ اليد العاملة اللبنانية، والأسواق الوطنية لتوظيفها في مشروع إنقاذ لبنان".