لفت رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا محمد الحوراني، إلى أنه "من أهم ما يجب على اتحاد الكتاب العرب القيام به، في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة من تاريخ بلدنا خصوصًا والمنطقة عمومًا، الاهتمام بالأدباء والمثقفين الحقيقيين والتواصل معهم والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم".

وأوضح، في حوار صحافي، أنه "لا يمكن البناء من خلال الهدم، ونسف كل ما هو قديم. فالثقافة هي فعل جمعيّ تراكميّ يقوم على تعزيز المبادئ والقيم والنهوض بها للوصول إلى ثقافة تليق بتضحيات أمتنا وتاريخها، من جهة أخرى فإن الاهتمام بالشباب ورعاية المواهب الأدبية الشبابية هما من أهم ما يجب على الاتحاد القيام به وتطويره".

واعتبر أنّ "الشباب مستقبل الأمة وعندما يكون هذا المستقبل بلا ثقافة حقيقية، نهضوية وطنية أصيلة، فإنه لن ينجح ولن يكون قادرا على مواجهة الصعاب والتحديات، كما أنه من واجب اتحاد الكتاب العرب أن يضع حداً لحالة التدهور في الوسط الثقافي، والتي أتت نتيجة تسيّد المنابر من أشخاص لا علاقة لهم بالثقافة والفكر واللغة والإبداع".

واعتبر أنه "لا يمكننا أن نضع النصوص الأدبية والإبداعية جميعها في سلة واحدة أو في خانة واحدة، فهناك نص أدبي مثقف يحمل الإبداع والفكر والتميز، وهناك نص إنشائيّ تم تركيبه من غير أن يكون مرتكزًا على قواعد وأسس ثقافية ومعرفية، وإنما قام صاحبه بتركيب كلماته المأخوذة من هنا وهناك دون قواسم مشتركة، ليظهر النص، قصة كان أم شعراً أم رواية أم مسرحاً وغيره، وكأنه جسد بأطراف غير متجانسة ورؤوس أقرب ما تكون إلى رؤوس الشياطين، هذا النوع من النصوص لا يمكن له أن يثبت أو أن يحجز مقعداً له في عالم التحليق نحو الإبداع الحقيقي".

ورأى أنّ "أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية، والتي هي قضيتنا المركزية، هي محاولة صرف أطفالنا وشبابنا عن الاهتمام بها، وجعلهم يقبلون التطبيع مع العدو الصهيوني بأشكاله كافة، السياسي، والثقافي، والأدبي، والرياضي، والإعلامي، والفني، وغيره، وذلك تمهيداً لخلق جيل بلا ثقافة وبلا هوية، جيل لا تعنيه فلسطين، وإنما يعنى بالهجرة إلى الدول الأوروبية والغربية، التي من شأنها أن تحقق له نوعاً من الرفاهية والعيش الرغيد الذي لا يجده في معظم الدول العربية".

وذكر أنه "من هنا تأتي أهمية دور اتحاد الكتاب العرب والمؤسسات الثقافية بالاهتمام بالأطفال والشباب وتعزيز ثقافة الانتماء والمقاومة عندهم، من خلال المشاركات الأدبية والمسابقات الثقافية وغيرها، فضلاً عن التنسيق مع اتحادات الكتاب في الدول العربية لتعزيز هذه الثقافة، ذلك أن المخططات الصهيونية لا تستهدف دولة دون الأخرى وإنما تستهدف الجميع، ولكن هذا لا يتم دفعة واحدة، وإنما هناك أولويات لتحقيق هذا الاختراق وتكريس التطبيع والهيمنة. من هنا تأتي أهمية المدرسة الحديثة والتي هي مصنع الرجال، حسب روحي الخالدي، لأن ثورة السلاح والمقاومة هي أهون الثورات، كما أن الثورة الكبرى هي بناء الإنسان الجديد القادر على الدفاع عن الوطن".

وأشار إلى أنه "لا بد من التأكيد على أن الأمة العربية تمتلك من الإمكانات والطاقات البشرية والاقتصادية والثقافية، ما يكفي، ليس فقط لردع الكيان الصهيوني وإجباره على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية والعربية، وإنما تدميره وإنهاء وجوده إلى الأبد".

وأوضح أنه من الصحيح أن "المخططات الصهيونية والغربية كبيرة وكثيرة وخطيرة، ولكنها تنفذ غالباً بأموالنا، ومن خلال اختراق اقتصادنا وثقافتنا وتدمير حضارتنا، وبالتالي فعندما توجد النية الصادقة والرغبة الحقيقية في التصدي لهذه المخططات فإنها ستفشل وتنتهي، ولعل الحروب الفاشلة التي شنها الصهاينة علينا خلال ربع قرن تقريباً، كانت اكبر دليل على قدرتنا على إفشال مشاريعه العدوانية التوسعية".

وشدد على أن "عملية سيف القدس قبل أكثر من عام، أثبتت فشل العدو الصهيوني في سعيه لكيّ وعي الشعب الفلسطيني خصوصاً والعربي عموماً، لا بل إنها أثبتت حضور القضية الفلسطينية برسوخ وثبات في ضمائر أبناء الأمة".