ترى مصادر متابعة لصحيفة الأنباء الكويتية، ان أقصى ما يمكن اخذه من رئيس الحكومة المكلف ​نجيب ميقاتي​، هو ترميم الحكومة الحاضرة، من خلال استبدال بعض الوزراء بآخرين، والمشكلة هنا، بين ان يكون التعديل موسعا، او ضيقا، وهل يشمل تبادل الحقائب الوزارية، او جمل مطرح جمل يبرك، كما يرى رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ الذي نقل عنه فهمه للتعديل الوزاري على انه استبدال لكل فريق ممثله بآخر، عند الحاجة، مع عدم المس بالتوزيع الطائفي والمذهبي للوزارات، ما يعني رفض اي طرح يخرج وزارة المال من حصة الثنائي الشيعي، او بالأحرى، حركة أمل بالتحديد.

وفي معلومات المصادر ان الاتجاه الغالب هو نحو التعديل الموسع للحكومة، طالما ان المثول امام مجلس النواب لنيل الثقة، أمر لابد منه، ويتقدم الأسماء المطروحة للخروج من حكومة تصريف الأعمال: وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وزير المهجرين عصام شرف الدين ووزير الاقتصاد أمين سلام ووزير الطاقة وليد فياض ووزيرة التنمية الادارية نجلا رياشي.

والتقدير ان المستجدات العربية، والتحضيرات الجارية، للقمة التي تضم دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، وبمشاركة الرئيس الاميركي ​جو بايدن​ تستدعي تغيير المسار السائد في وزارة الخارجية اللبنانية، كما ان تغيير وزيري الطاقة والاقتصاد، أي وليد فياض وأمين سلام، المعنيين بالكهرباء والمحروقات ولقمة العيش، قد يفرج كرب الناس المصطفين في الطوابير، امام المخابز ومحطات توزيع المحروقات، فضلا عن ان ترشيح أمين سلام نفسه لرئاسة الحكومة جعل من الصعب على ميقاتي الانسجام معه.

اما بالنسبة للوزير الدرزي الثاني الذي سيحل محل عصام شرف الدين، فليس بالضرورة ان يكون جنبلاطيا، كما يقول الاشتراكيون انما ان يكون مقبولا من جميع الاطراف.

ومن باب المساواة يتعين تغيير وزير شيعي ويبدو ان القرعة ستقع على واحد من اثنين، وزير الثقافة محمد بسام المرتضى او الزراعة عباس الحاج حسن، على اعتبار ان وزيري المال يوسف الخليل والأشغال العامة علي حمية من الثوابت.

المصادر عينها رجحت فكرة الترميم الحكومي على هذا النطاق، حفاظا على وجود التيار الحر فيها لأنه في حال تشكيل حكومة جديدة، سيصعب على الرئيس المكلف توزير الفريق الذي لم يسمه في الاستشارات، حتى لا يخسر مؤيديه على الجانب الآخر.

وتوقعت المصادر انجاز التشكيلة الحكومية قبل عطلة عيد الأضحى المبارك، وإذا لم يحصل، فمعنى ذلك ان الأمور معقدة اكثر مما يرى في العين المجردة.