أكد وزير الخارجية الإيراني ​حسين أمير عبد اللهيان​، أن "إيران لن تتراجع عن خطوطها الحمراء بأي شكل من الأشكال"، معربا عن "اعتقاده بان الاتفاق في متناول اليد في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من ​المفاوضات​ لو تصرفت أميركا بواقعية ونوايا جادة".

  • تحذير للأميركي

وحول رفع الحظر والقرار الأخير لمجلس حكام ​الوكالة الدولية للطاقة الذرية​، أوضح عبداللهيان، أن "من خلال الاتحاد الأوروبي، ومن قبل مساعد الخارجية وكبير المفاوضين الايرانيين علي باقري كني، حذرنا الأميركيين بأنهم إذا اتبعوا طريق إصدار القرار، فإننا لن نظل مكتوفي الأيدي، وطلبنا منهم اتباع المسار السياسي للمفاوضات من أجل التوصل لاتفاق لرفع الحظر ونتمكن من اعلان ذلك في ​فيينا​".

وذكر أن "الجانب الأميركي أعلن أنه قدم القرار وهذا الموضوع يعتبر رد اعتبار بالنسبة له، لكنه ابدى استعداد لتغيير هذا القرار من حيث المضمون وإصدار قرار بادنى مضمون ضد إيران، الا اننا رفضنا ذلك وقلنا لهم أنه إذا كان هناك اصدار قرار فسنبدأ إجراءات نووية جديدة".

وأضاف: "لقد أبلغنا قانونًا عن إجراءاتنا النووية الجديدة للأمانة العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وفي الملف النووي، اتخذ علماؤنا الأكفاء، ومعظمهم من الشباب والمدربين تدريباً جيداً ، إجراءات في هذا الشأن".

وأوضح عبد اللهيان، "أننا وإزاء أي خطوة نحو المواجهة وإصدار أي قرار محتمل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلنا للوكالة أننا سنقوم أولاً بضخ ​الغاز​ في العديد من سلاسل أجهزة الطرد المركزي الجديدة وتخصيب اليورانيوم، وثانيًا سنقوم بتركيب الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي، وثالثًا سنقوم بإيقاف تشغيل الكاميرات التي اتفقنا حسب ​الاتفاق النووي​ على ان تنصب في مواقع نووية فوق التزاماتنا".

وأردف: "مع تمرير القرار والسلوك غير البناء من الجانب الأميركي، نفذنا هذه الإجراءات، وفي الخطوة الأولى قامت منظمة الطاقة الذرية الايرانية بإزالة اجمالي 27 كاميرا منصوبة سواء في اطار الاتفاق النووي او طواعية في مواقعنا ، ومن ثم تم اتخاذ الخطوات اللاحقة".

  • قطر​ وعمان ابدتا الرغبة باستضافة المفاوضات

ولفت وزير الخارجية الايراني، إلى أنه "بعد صدور القرار، اتصل بي ​جوزيب بوريل​، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وطلب إيجاد حل لكسر الجمود الحالي، وطلبت من بوريل أن يأتي إلى طهران ونجري مزيدا من المحادثات، ويوم السبت الماضي استضفنا بوريل في طهران، وعقدت اجتماعات مكثفة معه، كان لدي اجتماع خاص في مكتبي لمدة ساعة ونصف مع بوريل وباقري ومورا (مساعد بوريل)".

وتابع: "أجرينا محادثات جادة للغاية وواضحة وشفافة، واتفقنا أخيرًا على أنه اعتبارًا من يوم الثلاثاء سيجري كبير مفاوضينا، محادثات في بلد نتفق عليه في المنطقة، بالنسبة لهذه المرحلة من المفاوضات، كانت قطر قد أعربت عن رغبتها في تقديم التسهيلات في بلدها، وقدمت عمان مثل هذا العرض، وأخيراً في هذه المرحلة، يقوم أصدقاؤنا في قطر بتنسيق الاجتماع".

  • محادثات ثلاثية غير مباشرة

وأشار عبد اللهيان، إلى أن "باقري موجود في الدوحة اليوم، ومورا هو كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي كمنسق، وكذلك روبرت مالي، المبعوث الاميركي في الدوحة، سوف نجري محادثات ثلاثية غير مباشرة، نحن مستعدون وجادون للتوصل إلى اتفاق جيد ودائم وقوي".

  • بايدن يباعث رسائل الى إيران عبر قنوات مختلفة

وكشف أنه "على الرغم من أن الرئيس الاميركي ​جو بايدن​ يوجه بانتظام رسائل إلى إيران عبر قنوات مختلفة ويؤكد أن لديه إرادة جادة للتوصل إلى اتفاق، لكننا ما زلنا لا نرى أي شيء عمليًا سوى السلوكيات القائمة على الضغوط القصوى لعهد الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، وعلى الرغم من اختلاف لغة بايدن، إلا أننا من الناحية العملية نحتاج إلى أن نرى مدى صحة الادعاء الأميركي بالنوايا الجادة في هذه المرحلة من المحادثات".

وأكد "أننا جادون ولن نتجاوز خطوطنا الحمراء بأي شكل من الأشكال، وتستند الخطوط الحمراء التي تم رسمها في المفاوضات على مستوى السياسة واتخاذ القرار في البلاد الى الحماية القصوى للمصالح الوطنية الايرانية، وهذه مسألة ستحكم عليها الأجيال القادمة".

واستطرد: "أعتقد أنه إذا كانت لدى الجانب الأميركي نوايا جادة وتحلى بالواقعية، فهناك اتفاق في متناول اليد في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من المفاوضات".

وفيما يتعلق بمضمون الاتفاق، أوضح عبد اللهيان" بالطبع فإن الجمهورية الإسلامية الايرانية حاضرة في المفاوضات بطريقة منطقية تمامًا بأجندة واضحة، ونحن مستعدون أخيرًا إذا كانت هذه الجولة من المحادثات مصحوبة بواقعية من قبل أميركا والترويكا الأوروبية، ويمكننا العودة إلى النتائج المرجوة من جميع الجوانب وعودة جميع االجوانب للوفاء بالتزاماتهم في الاتفاق الموقع عام 2015".

  • شرط نجاح المفاوضات واقعية جميع الجوانب

وشدد وزير الخارجية الإيراني، على "أننا بالطبع ما زلنا نسمع تصريحات غير بناءة ومواقف غير بناءة من بعض الجوانب التابعة للغرب، مما يدل على أن الجوانب المعارضة لا تتحرك في اتجاه واقعي بعد، وشرط نجاح المفاوضات هو واقعية جميع الجوانب".