تتواصل رحلات مراكب الهجرة غير الشرعية من شواطئ شمال لبنان باتجاه دول أوروبا بوتيرة، يؤكد أبناء المنطقة والمتابعون عن كثب للملف أنها مرتفعة. ولم تشكل حادثة غرق المركب قرب شواطئ مدينة طرابلس في 23 نيسان الماضي والتي قضى خلالها نحو 40 شخصاً، رادعاً للمئات الذين يستمرون بالمغامرة بأرواحهم وأرواح أولادهم، بحسب صحيفة "الشرق الاوسط".

أزمة نواب التغيير

الى ذلك، أرخت التباينات السياسية بين النواب "التغييريين" مزيداً من الأجواء السلبية في صفوفهم. وآخر التباينات بينهم برز حول زيارة وفد منهم قائد الجيش العماد جوزاف عون الإثنين الفائت، إذ إن بعضهم كان مع تجنّب الزيارة في هذا التوقيت لعدم التورط في تفسيرات على صلة بالاستحقاق الرئاسي المقبل، فيما أدرجها المتحمّسون في إطار متابعة ملف الترسيم البحري والاطّلاع من قائد الجيش على ما لديه حول الملف، واستطلاع أحوال المؤسسة العسكرية.

وفي اليرزة، سمع هؤلاء أن الجيش على استعداد للعودة إلى طاولة الناقورة في حال طلبت السلطة ال​سياسة​ ذلك، وكرّر عون أمامهم أن المؤسسة العسكرية أنجزت ما عليها تقنياً في ما يتعلق بموضوع الترسيم.

استدراكاً للأسوأ، بدأ بعض نواب "التغيير" الإعداد لخلوة سياسية للبحث في إعادة تنظيم صفوفهم، بعدما بدا تأثيرهم هامشياً في كل الاستحقاقات التي مرّت منذ دخولهم مجلس النواب منتصف أيار الماضي، وبعد اتساع رقعة التباينات بينهم وافتراقهم عند طرح الملفات الحساسة إلى "كتل" متباعدة، في ظل شبه غياب تام للتنسيق الجماعي، ونزعات فردية تزيد من حجم التباينات، ما أدّى إلى نشوء كتل صغيرة ضمن الكتلة الواحدة، كحالة التنسيق الدائم القائمة بين النواب بولا يعقوبيان ومارك ضو ونجاة صليبا ووضاح صادق (وفراس حمدان أحياناً)، في مقابل كتلة أخرى "متحركة" بحسب طبيعة الملفات، تتشكل من تقاطع "على القطعة" بين النائبين الياس جرادي وحليمة قعقور، ويتفاعل معهما النائبان سينتيا زرازير وإبراهيم منيمنة.

فيما يتموضع النائب ياسين ياسين في منطقة "رمادية"، حاله حال النائب ملحم خلف الباحث عن تكوين إدارة قادرة على ضبط الأمور.

لا تحقيق لانجاز في ظل عهد عون

الى ذلك، لفتت اوساط دبلوماسية لـ"الديار" انه يجب التمييز في القمة العربية بين امرين: الجانب الدبلوماسي العربي الحريص على استقرار لبنان وانتظام مؤسساته وايجاد حل للازمة اللبنانية الاقتصادية والمالية والحرص على حصول الاستحقاقات في موعدها. واشارت الى المساعدات القطرية الى الجيش اللبناني الذي هو العامود الفقري للاستقرار الامني وفي حال انهار الجيش يزول لبنان من الوجود.

اما الشق الاخر المتصل بالطاقة التي ينتظر لبنان تلقيها، فهذا مرتبط بقرار اميركي ويبدو ظاهرا حتى الان انه لم يأت ضوء اخضر في هذا المجال لتسهيل الامر. وكشفت اوساط ديبلوماسية ان الادارة الاميركية لا تريد تحقيق اي انجاز خلال ولاية الرئيس ميشال عون وهي تنتظر رحيله لتبني على الشيء مقتضاه.