اشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، في عظة الاحد أن "مشكلتنا في هذا البلد هي العين الشريرة الفارغة الموصلة إلى عبادة المال ونكران الله. لكي ينهض بلدنا مجددا، نحن بحاجة إلى الرحمة البشرية لكي نستحق أن ينعم الله علينا برحمته الإلهية".

واعتبر ان "على الزعماء والمسؤولين أن يرحموا الشعب، وعلى الناس أن يرحموا بعضهم. بلدنا ينهار لأن كل نقيب أو تاجر أو تكتل أو حزب أو مسؤول لا يفعلون إلا تحميل المواطنين أعباء تفوق قدرتهم وتحمل اليأس إلى نفوسهم. كلهم يحاضرون بالعفة ويحملون لواء الخدمة ومحاربة الفساد، وحتى الآن لم تظهر نتائج أعمالهم الصالحة التي يدعون القيام بها. الشعب يعيش خيبة أمل كبيرة بسبب الحياة السياسية الباهتة التي يشهدها".

ولفت عوده الى ان "الانقسامات والتباينات والضياع والخفة في التعاطي مع وضع جد خطير تؤرق اللبنانيين. الفرص تضيع، واليأس يتجذر في النفوس، وما زال مدعوو التغيير يتخبطون دون الرسو على ميناء التفاهم والتكاتف والوصول إلى خطة عمل واضحة وفعالة. على الجميع أن يخرجوا من كبريائهم وأنانياتهم ومصالحهم، وينظروا فقط إلى مصلحة البلد وخير المواطنين، أمامهم استحقاق يتخطى تأليف الحكومة التي نأمل أن تؤلف بأسرع وقت من أشخاص لا يبتغون إلا العمل والخدمة والمساهمة في الإنقاذ، غير متمسكين بحقيبة معينة، أو طامحين إلى مركز وسلطة، أو يضمرون خطة أو يبتغون تعطيلا. اليوم وقت الإسراع في تشكيل حكومة تحمل خطة واضحة للانقاذ، حكومة على مستوى الظرف العصيب وعظم هموم المواطنين، لا حقيبة فيها مكرسة لطائفة أو حزب، ولا حقيبة لاسترضاء جهة أو طرف، بل حكومة مؤلفة من وزراء لا شك في كفاءتهم وخبرتهم ووطنيتهم وأخلاقهم ونزاهتهم، جل همهم افتداء الوقت ولو كان قليلا".

وتابع: "الاستحقاق الآتي هو انتخاب رئيس للبلاد، وعلى مجلس النواب أن يقوم بواجبه بحسب ما يمليه دستور بلادنا، وأن ينتخب رئيسا ضمن الفترة المحددة، وأن يكثف اجتماعاته وينهمك بالعمل الرقابي والتشريعي، عل الحياة الديموقراطية تزهر مجددا وتعطي ثمارا نافعة".