أشار رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ​ابراهيم مخايل ابراهيم​، إلى "أنّنا نعيش في زمن صعب كما كان يعيش قائد المئة الّذي سمعنا عنه في الإنجيل، وابنه مُقعَد معذّب يتألّم كلّ يوم أكثر من الآخر، وهذا الشّيء يشعرنا وكأنّ وطننا هو أيضًا مقعَد والآمه تزداد يومًا بعد يوم".

ولفت، خلال ترؤّسه الذّبيحة الإلهية في كنيسة سيدة الانتقال في ​صغبين​، بإطار زيارته الرّسميّة الأولى منذ توليته على الأبرشية، إلى البلدة، إلى أنّ "قائد المئة يعرض مشكلته بحضور يسوع، ويسوع يبادر بدون أي دعوة ويقول "أنا آتي وأشفيه"، وهذا ما ننتظره نحن أن يكون لدينا إيمان كإيمان قائد المئة بأنّ يسوع قادر دون أن يزورنا في بيوتنا أن يشفينا، فكما قال قائد المئة "قلّ كلمة واحدة فيشفى ابني".

وركّز المطران ابراهيم على أنّ "هذا الإيمان الّذي ينقصنا في ​لبنان​، في قلوبنا وأفكارنا لكي نصرخ بصوت واحد "يا رب نحن نؤمن فأعن قلّة إيماننا"، زرنا بكلمتك وحضورك الإلهي، بجسدك ودمك لكي نشفى أوّلًا من المنا وعذابنا الّداخلي. كلّ الأزمات الخارجيّة تبقى خارج نفوسنا إذا تحصّنا بالإيمان ومحبّة الرّبّ".

وشدّد على أنّ "عدو الإيمان هو الخوف، فإذا استسلمنا للخوف نقضي على الإيمان الّذي فينا، ونحن اليوم في وضع لا يجب أن نستسلم للخوف. بلدان كثيرة تعرّضت لأزمات اقتصاديّة وأزمات فساد مشابهة وربما أقوى من الأزمة الّتي يمرّ بها لبنان، لكن بالرّغم من ذلك استطاعت تجاوزها وأكملت ولم تُمح عن خريطة العالم، لأنّه بقي في قلوبهم إيمان؛ فإذا استسلمنا للخوف واليأس نفقد لبنان".

وأكّد أنّ "لبنان يُبنى اليوم كما الأمس وكما غدًا على ثباتنا وإيماننا وعلى قوّتنا الرّوحيّة. ونحن اليوم يجب أن يكون لدينا التّواضع أن نقول إنّ أحيانًا الملحدين لديهم إنسانيّة وإيمان في أوطانهم وبالإنسان، أكثر منّا كمؤمنين نركع ونطوّل صلواتنا ونكثر من تراتيلنا، لكنّ محبّتنا قليلة وإيماننا قليل ولا نعرف أن نقيم هذا التّوازن".

كما بيّن ابراهيم "أنّنا عائمون على خيرات ممنوع علينا لمسها أو استعمالها أو الإستفادة منها. لبنان ليس فقيرًا، لكنّ الدّول الّتي تسيطر عليه أفقرته، وبالرغم من ذلك لا يستطيعون محونا أو تغيير اتجاهنا في التّاريخ"، جازمًا "أنّنا سنبقى مستمرين إلى الأمام، مهما نقص عددنا، لأنّ الأهمّ هو الإيمان والثّبات والعلم وبالمحبّة الكبيرة".

وذكر أنّه "إذا استغلّ لبنان خيراته، يصبح أغنى دولة في العالم"، مفيدًا بـ"أنّنا في طريقنا إلى صغبين، شاهدنا طوابير النّاس أمام الأفران تنتظر ربطة ​الخبز​، ليس لأنّ لبنان لا يملك ​القمح​، بل لأنّ هناك لصوصًا ومحتكرين ومهرّبين يأخذون خيراتنا ويحقّقون أرباحًا طائلةً من خلالها ويجوّعون الناس، كذلك الأمر في الدّواء و​الكهرباء​ والمحروقات. نحن بحاجة إلى صلاة وإيمان، وأن يقول يسوع كلمته لنشفى".