أشار ​السيد علي فضل الله​ خلال إحياء الذكرى الثانية عشرة لرحيل المرجع ​محمد حسين فضل الله​ في ​حارة حريك​، إلى "أننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة التي هي من أصعب المراحل التي تمر على هذا الوطن إلى استحضار كلمات السيد ومواقفه وخياراته للخروج من حال الانهيار التي وصلنا إليها على كل الصعد، ولتعزيز التلاقي بين اللبنانيين الذي لا نريده، كما يحدث غالباً، خاضعا للمجاملات والشكليات وحتى التكاذب، بل التلاقي الصادق الذي يساهم في إزالة الهواجس التي يشعر بها اللبنانيون بعضهم اتجاه بعض، والتي تزداد يوماً بعد يوم، ولمعالجة الأزمات المستعصية التي أنتجتها سياسات الهدر و​الفساد​ وسوء الإدارة والذي أدى إلى أن يشعر اللبنانيون بأنهم باتوا غير قادرين على العيش معاً، أو أن يدفعهم للهجرة بأي وسيلة من الوسائل بحثا عن لقمة عيش وحياة كريمة في أوطان أخرى".

ولفت إلى أن "العمل من أجل هذا التلاقي هو مسؤولية جميع القوى والأحزاب السياسية والمرجعيات الدينية والشخصيات الفاعلة والمؤثرة، فقد أصبح من الملح في هذه المرحلة العمل الجاد واعتماد كل السبل الآيلة لإخراج اللبنانيين من هذا المأزق الكبير الذي وصلوا إليه سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الصحي وحتى الأمني، والذي يتصل بمستقبل هذا الوطن، من دون أن ننتظر أن ينقذنا الخارج الذي أصبحنا خارج اهتماماته، وإن فعل فبشروطه ولحسابه، وهنا علينا أن لا نكل عن البحث والتوافق على أي مخرج أو حل إنقاذي يقوم على الإصلاح إن على صعيد النظام الطائفي أو على صعيد آليات وأسلوب الحكم المعتمد، وأن لا يقف دون ذلك مقدس أو خطوط حمراء".

واعتبر فضل الله، "أننا مدعوون إلى بناء وطن يشعر فيه الإنسان بإنسانيته ويكون فيه للعدل حاكميته وللقضاء نزاهته وطهره وللقانون سلطانه، وأن يكون معيار الكفاءة هو العلم والخبرة والاستقامة التي يصل من خلالها الإنسان إلى موقعه، من دون تمييز أي إنسان على الآخر".

وتابع: "من جهتنا، سنعمل معا وأؤكد على العمل معاً لنتابع ما بدأه السيد على صعيد بناء الوطن القوي بإمكاناته وطاقاته المتمسك بكل شبر من أرضه وبحره والقادر بقوة جيشه وقواه الحيّة ومقاومته على مواجهة ابتزاز العدو الصهيوني وتهديداته، والمنفتح على محيطه وعلى ​العالم العربي​ والإسلامي، والذي من مسؤوليته في المقابل أن لا يترك لبنان في ظروفه القاسية ويتخبط في أزماته من دون أن يقدم له كل وسائل الدعم للإنقاذ".

وذكر فضل الله، أننا "في هذا السياق، فإننا نتطلع كما كان يتطلع السيد، إلى عالم عربي وإسلامي قوي بقدراته وامكاناته وحريص على التكامل بين دوله، وإلى بناء عالم أفضل يعيش فيه الإنسان إنسانيته وكرامته والعدالة والقيم الأخلاقية".