أعلن فنيو مصلحة الأرصاد الجويّة في المديريّة العامّة للطيران المدنيّ "الغياب القسريّ والتوقّف عن العمل بدءاً من صباح يوم الإثنين 18 تمّوز 2022 ولحين تأمين الحدّ الأدنى من العيش والإستمراريّة".

وفي بيان لهم، أشاروا إلى أنه "رغم الظّلم اللاّحق بفنيّي مصلحة الأرصاد الجويّة (الحاصلين على شهادات من منظمات دوليّة وعالميّة)، سواء على مستوى الترفيع والترقية أو التدريب والتطوير والتمييز، إلاّ أنّهم دأبوا على العمل ليلاً ونهاراً بالمناوبة على مدى 24 ساعة متواصلة على مدار السنة دون عطلٍ رسميّة ولا حتّى عطلٍ قسريّة ( أكان بسبب ​جائحة كورونا​ أو أعمال الشغب وقطع الطرقات)".

وأوضحوا، في بيان، أنه "بذلك يؤمّن الموظّف عشرة أيّام عمل كاملة شهريّاً بمعدّل 140 ساعة عمل نهاريّ ( لقاء أساس راتب 80$)، ومئة ساعة عمل ليليّ مرهق جسديّاً ونفسيّاً وبغياب أيّ تغطية صحيّة (لقاء 70$ شهريّاً). بينما كان يمكن لأيّ موظّف تقاضي آلاف ​الدولار​ات في أيٍّ من الدول المجاورة. ذلك كلّه في الوقت الذي يتقاضى فيه كلّ موظّف إداريّ في القطاع العامّ راتبه كاملاً مقابل 6 إلى 12 ساعة عمل أسبوعيّاً".

وأشاروا إلى أن "موظّف الأرصاد يؤمّن كافّة الخدمات المتعلّقة بأحوال ​الطقس​ (​لبنان​ والجوار)، ​البيئة​ و​المناخ​ وسلامة الطيران، وتسيّير أهم مرفق عامّ في لبنان يضخّ ملايين الدولارات للشركات على حساب صحّة الموظّفين الفنيّين الذين يتقاضون رواتب زهيدة بالليرة اللبنانيّة بدون بدل نقل منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، فيما موظّفي الشركات العاملة في ​المطار​ يتقاضون رواتبهم بالدولار الأميركي، كما أنّ بدل التعويض عن السّاعات الليليّة والإضافيّة للفنيّين تآكل بأضعافٍ مضاعفةٍ، فضلاً عن تأخّره لشهور وسنوات وخسارته 97 بالمئة من قيمته الشرائيّة، ليتّم بعدئذٍ تقاضيه بموجب مصالحة متآكله آلاف المرّات، فبات لا يؤمّن بدل نقل أو علبة دواء لمعالجة تداعيات سهر اللّيل المرهق".

ولفت فنيّو المصلحة، إلى أن "الموظّفين يكافحون كيّ يجدوا حلولاً للعيش بالحدّ الأدنى وتأمين سير العمل في مطار بيروت الدوليّ، والقدرة على ممارسة مهامّهم الوظيفيّة ليلاً نهاراً، فضلاً عن أعمال كانوا قد كلّفوا بها مجاناً بالإضافة لعملهم الأساسيّ بسبب حالات الإحالة على التقاعد والوفاة، ما نتج عنه نقصاً فادحاً وحادّاً في عدد الموظّفين (نقصٍ بلغ 72 بالمئة، ويقوم 28 بالمئة الباقون بالمهام المطلوبة) ما زاد الضغط النفسيّ على الموظّفين وأجبرهم على الإستقالة أو اللجوء للهجرة أو الإستيداع أو الوضع المؤقّت خارج الملاك لتأمين لقمة العيش".

وأوضحوا أنه "وبعد التواصل المستمرّ مع المدير العامّ على مدى شهور، وتأجيل التحرّك الذي كان مقرّراً ليل الأربعاء بتاريخ 15/6/2022 نزولاً عند رغبته وإفساحاً له في المجال والوقت الكافي لتحقيق الوعود بالمطالب وإنتظار ما ستؤول إليه جهوده، إلاّ أنّ الظروف المأساويّة حالت دون تحقيق ذلك".

وأكدوا أنه "رغم أنّنا على دراية بانّ لبنان هو عضو مؤسّس في منظّمة الطيران المدنيّ الدوليّ – الايكاو التي هي جزء من وكالات ​الأمم المتحدة​ التي تُعنى بشؤون الطيران المدنيّ الدوليّ، وانطلاقاً من أحكام اتفاقيّة ​شيكاغو​ للطيران المدنيّ الدوليّ التي جعلت منها المرجع الأوّل في شؤون الطيران المدنيّ الدوليّ والناظم للطيران المدنيّ الدوليّ، تُصدِر القواعد القياسيّة وأساليب العمل الموصى بها الآيلة إلى توفير سلامة الملاحـة الجويّـة وانتظام وفعاليـة النقـل الجويّ بشكل آمن وسليم".

وأضاف الفنيون، "أننا نعي بأنّ توقّف أيّ خدمة من خدمات المطار تجعله غير مستوفي الشروط الفنيّة للسلامة الملاحيّة، وتكون لها عواقب وخيمة على سلامة حركة الطيران في لبنان، إلاّ أنّ واقعنا المعيشيّ المرير بات أكبر من قدرتنا على القيام بمسؤوليّاتنا الوظيفيّة في ظلّ غياب أيّة إجراءات من قبل الجهات المعنيّة لمواجهة هذا الوضع المزري".