أوضح رئيس الوزراء ​العراق​ي ​مصطفى الكاظمي​، أنّ "أجندة مؤتمر ​السعودية​ الّذي تلقّينا دعوة للمشاركة فيه، بحضور مجلس التعاون الخليجي، والعراق ومصر والأردن، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، ستناقش التّعاون في مجالات الاقتصاد، الطّاقة، التّحدّيات الّتي أنتجتها جائحة "كورونا"، أزمة ​الأمن الغذائي​، وكذلك ​التغير المناخي​".

ولفت في بيان، إلى أنّ "الأحاديث الأخرى عن أهداف القمّة هي محاولة للتّشويش، ولا صحّة لها إطلاقًا، وهي محاولة لإبعاد العراق عن الدّور البارز الّذي يلعبه في المنطقة، وأن تقوم هذه الحكومة بمهامها في خدمة الشّعب، وجلب الاستثمارات والدّعم لصالح العراق"، مشيرًا إلى "أنّنا ذاهبون إلى المؤتمر في السّعوديّة، ونحن نركّز على ملفّ المياه والتّغيّرات المناخيّة، والشّراكة في موضوع الطّاقة والرّبط الكهربائي، وكذلك الشّراكات الاقتصاديّة والاستثمارات المشتركة؛ وهذا كلّه فيه خير للشعب العراقي ودعم كبير للمشاريع الاستثماريّة في العراق".

وشدّد الكاظمي على أنّ "العراق أوّلًا، هذه سياستنا وشعارنا، ويحاول البعض أن يشير إلى مخاوف وهميّة، ويمنعنا من بناء علاقاتنا مع أشقّائنا، وكأنّما العراق ليس في قلب التّاريخ ولا هو ملتقى الحضارات منذ آلاف السنين. العراق في موقع استراتيجي لا يسمح له إلّا أن يكون فعّالًا وفي تكامل مع الآخرين، وأن تكون علاقاته جيّدة مع إخوته وجيرانه وأصدقائه؛ من أجل مصلحة العراقيّين".

وأكّد أنّ "موقف العراق من ​القضية الفلسطينية​ ثابت وواضح، ونحن لسنا ضمن أيّ محور أو تحالف في المنطقة، والعراق يحافظ على سياسته المتوازنة مع جيرانه ومحيطه منطلقًا من مبادئه الوطنيّة والإنسانيّة"، مبيّنًا أنّ "هذه الحكومة جاءت في ظرف اقتصادي صعب وعبرناه، والمؤشّرات الاقتصاديّة من ​البنك الدولي​ تؤكّد أنّ العراق نجح في وقت قصير جدًّا بعبور هذه الأزمة، وتقديمنا رؤية للإصلاح الاقتصادي ممثّلة بالورقة البيضاء".

وركّز على أنّه "كانت هناك عزلة واضحة للعراق في علاقاته الخارجيّة، وقد عانى منها منذ فترة طويلة، وبسبب السّياسات الخاطئة عزل العراق نفسه عن العالم، وانعكس ذلك على الكثير من بناه التحتيّة، على التّعليم والمجتمع، وانعكست في حروب وعقوبات دفع ثمنها المواطن العراقي". وذكر أنّ "بعد عام 2003، استمرّت سياسة العزل لعدّة أسباب، والحمد لله نجح العراق أن ينهي العزلة، وأن يأخذ دوره الطّبيعي في علاقاته مع دول المنطقة والعالم".

كما أشار الكاظمي إلى "أنّنا نعيش اليوم في عالم مختلف ليس على مستوى التّطوّرات التّكنولوجيّة فقط، بل على مستوى طبيعة الإدارة والسّياسة للحكومات، فأصبحت العلاقات والمصالح المشتركة هي الّتي تقدّم مشاريع لمعالجة البطالة والتصحّر والبيئة، ومثل هذه المشاريع بحاجة إلى التعاون مع الآخرين". وفسّر أنّ "لذلك كان التوّجه للانفتاح على العالم، ليتحوّل العراق سريعًا من عضو معزول عن العالم إلى عنصر فعّال في العلاقات، ومن هذا المنطلق أقمنا مؤتمرات في ​بغداد​، ووساطات بين أكثر من دولة في العراق نجحت أغلبها".