اشار الصحافي ال​ايران​ي عدنان زماني الى ان "الهدف من زيارة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان إلى طهران بتقديري يتمثل في ثلاثة محاور، الأول مناقشة الأزمة السورية ومحاولة الدول الثلاث إيجاد حل يحقق مصالح جميع الأطراف، والثاني مناقشة الملف الأوكراني وانعكاساتها على أزمة الغذاء العالمي، فيما يشكل المحور الثالث موضوع العقوبات المفروضة على إيران و​روسيا​ بشكل قاس و​تركيا​ بنسبة أقل، وقد تحاول الدول المشاركة دراسة آليات لمواجهة العقوبات الغربية وكيفية التعامل معها.

وردا على سؤال، اوضح زماني في حديث الى "النشرة" الى انه "لا يرى أن زيارة الرئيسين الروسي والتركي إلى طهران تأتي كمحاولة من هذه الدول الثلاث لتشكيل تحالف ردا على قمة الجدة، فقمة جدة أصلا لم تتمخض عن تحالف عسكري ضد إيران أو غيرها ما يستدعي قيام تحالف في الجبهة الأخرى بل بالعكس شهدنا كيف أن المشاركين في قمة جدة قد أكدوا دعمهم للحلول الدبلوماسية واستبعدوا الخيار العسكري من أي مواجهة محتملة".

وشدد على إن "أهم التداعيات المحتملة لزيارة أردوغان وبوتين إلى طهران يمكن أن تحدث على مستويين الأول؛ يتعلق بالملف السوري واحتمالية التوصل إلى اتفاق حول الأوضاع في سوريا بين بوتين وأردوغان ورئيسي خلال القمة الثلاثية السابعة لمسار أستانة، لاسيما ونحن نترقب عملا عسكريا محتملا لتركيا في الشمال السوري، أما المستوى الثاني فيتعلق بالأزمة الأوكرانية ومن المحتمل أن ينجح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في التوصل إلى اتفاق مع بوتين على استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود".

وتابع قائلا "أيضا يمكن لنا أن نعتبر توقيت زيارة بوتين وأردوغان إلى طهران ذات دلالة خاصة، فقد يكون أحد الأهداف من هذه الزيارة وتوقيتها هو توصيل بعض الرسائل إلى الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها والإشارة إلى أن سياسة التصعيد والاستقطاب لن تؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والاستقطاب المتقابل".

ولفت الصحافي الايراني الى ان "إيران بدأت في الآونة الأخيرة تسلك نهجا أقل حدة في التعامل مع دول الجوار وعلى رأسها السعودية، وذلك مقابل موقف سعودي يتسم هو الآخر بنوع من الليونة والعقلانية في التعامل مع إيران". واعتبر بان "طهران تشعر أكثر من ذي قبل أنها في حاجة إلى جيرانها وتحديدا دول الخليح وعلى رأسها السعودية، وهي تعتقد أن خلق مصالحة مع المملكة من شأنه ان يخفف عنها حدة العقوبات والأزمة الاقتصادية الراهنة".