أشار ​السيد علي فضل الله​، في خطبتي صلاة الجمعة في حارة حريك، الى "أننا نحيي الروح الوطنية والإنسانية التي هي ضمانة استمرار هذا الوطن واستقراره وقدرته على البقاء وضمان انتشاره ليكون حاضراً في كل الأماكن التي يتواجد فيها المغتربون".

وطالب فضل الله، الدولة اللبنانية، بأن "تكون وفية لأبنائها في المغتربات، وأن تكون حريصة عليهم في كل الأماكن التي يتواجدون فيها، حيث الشكوى من عدم وجود دور فاعل للدولة اللبنانية في المغتربات لتعزيز حضورهم وحمايتهم في الأزمات".

ولفت الى أنه "في غضون ذلك تستمر معاناة اللبنانيين لتحصيل أبسط مقومات حياتهم، في وقت لا تزال الدولة تنأى بنفسها عن القيام بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، وحتى القيام بإدارة شؤونها وتيسير متطلبات العاملين فيها، بل هي مع الأسف تزيد من معاناة الناس في الضرائب والرسوم التي تفرضها تباعاً، وآخرها ​الدولار الجمركي​ من دون أن تأخذ بعين الاعتبار ما ستؤول إليه حالهم".

وأكد فضل الله، أننا "لا زلنا على قناعتنا من قدرة الدولة على النهوض، عندما تقرر أن إصلاح ما فسد منها وخروج من يديرون الدولة من حساباتهم الخاصة ومصالحهم الفئوية و​الطائفية​ إلى حسابات الوطن كله والعمل معاً من أجل إنقاذ هذا البلد من الانهيار الذي وصل إليه وتداعياته الخطيرة على كل الصعد بدل التنازع وتقاذف الكرات ورمي المسؤوليات".

ورأى أنه "بات واضحاً أن الباب إلى ذلك في هذه المرحلة هو ​تأليف حكومة​ جديدة كفوءة وقادرة على النهوض بأعباء هذه المرحلة وتحدياتها تحظى بثقة الداخل والخارج، وهو لن يتم بحكومة منتقصة الصلاحية والتمثيل والتحضير الجدي لانتخاب رئيس للجمهورية جامع للبنانيين بدلاً من تنامي الحديث عن الفراغ ومن يملؤه".

واعتبر فضل الله، أننا "وفي ظل التجاذب الحاصل على الصعيد القضائي، بعدما أصبح واضحاً عدم قدرة القضاء على التحرك بفعل الخطوط الحمراء التي غالباً ما تعطل دوره، فإننا ندعو مجدداً إلى ضرورة إطلاق يد القضاء في معالجة ملفات ​الفساد​ وسوء الإدارة والهدر في المال العام أو ما يتعلق بأمن البلد واستقراره، فلا يمكن أن يخرج البلد من أزماته أو أن يعيد ثقة العالم به من دون قضاء فاعل مطلق اليد والحركة، لكننا نريده القضاء النزيه والعادل والذي يتساوى عنده الجميع طوائف ومذاهب ومواقع سياسية وغير سياسية وليس هناك من هو ابن ست وابن جارية، وأن يكون بعيداً كل البعد من التدخلات السياسية وغير السياسية التي تفقده الصدقية والقدرة على تأدية دوره وتجعله في موضع التشكيك".

وأشار الى أنه "في هذا الوقت ينتظر اللبنانيون الأجواء الإيجابية التي يتم الحديث عنها حول مفاوضات ​ترسيم الحدود البحرية​، والتي نريدها أن تضمن حق لبنان في استثمار ثروته البحرية كاملة. وقد أصبح واضحاً أنها جاءت بعد الجدية التي أظهرتها ​المقاومة​ في رفضها ل​سياسة​ التمييع للمفاوضات التي يتقنها الكيان الصهيوني"، متأملاً أن "تستمر هذه الإيجابية، لكننا لا ينبغي أن ننام على حرير، بل لا بد من الحذر من عدو تمرس الخداع واستغلال الظروف المؤاتية للحصول على مكاسب إضافية".

كذلك دعا فضل الله، اللبنانيين، الى أن "يبقوا يقظين وأن يعملوا لحماية وحدتهم الداخلية وتعزيز مواقع القوة لديهم بدلاً من التصويب عليها، فلا يسمحوا للعدو أن ينفذ من باب أي خلاف يحصل بينهم يؤدي للتفريط بثروتهم التي هي حقهم وحق الأجيال اللاحقة".