ذكرت صحيفة "الشّرق الأوسط"، أنّ "المنافسة على ​رئاسة الجمهورية​ في ​لبنان​ وسّعت المسافة بين القوى السياسية المسيحية، التي لم تلتقِ بعد على مرشح واحد، قبل نحو مائة يوم على نهاية عهد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، في ظل "لا موقف محسوم" من رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ​جبران باسيل​ حول ترشحه للمنصب، ومحاولة حشد رئيس "تيار المردة" ​سليمان فرنجية​ التأييد، وطرح اسم قائد الجيش ​العماد جوزيف عون​ مرشح تسوية؛ وسط نقاش لم يخرج من إطار العموميات والمواصفات بين القوى الحليفة حتى الآن".

وأشارت إلى أنّ "آمال معظم القوى السياسية ترتفع بأن الاستحقاق سيجري في موعده، ما لم يحصل أمر طارئ. ويستند ذلك إلى قناعة داخلية تضع على جدولها أسماء مطروحة، بدأت تتقلص مع اقتراب مهلة تحول البرلمان إلى هيئة ناخبة في مطلع أيلول المقبل".

وأوضحت مصادر نيابية مواكبة للحراك الدولي والمحلي القائم، لـ"الشرق الأوسط"، أنّ "تلك القناعة تستند إلى ضغوط دولية تشبه ضغوطاً مورست قبل الانتخابات النيابية الأخيرة لإجراء الاستحقاق في موعده، بموازاة رسائل إيجابية إقليمياً حول ضرورة التوصل إلى صيغة تتيح انتخاب الرئيس".

وشدّدت على أنّ "الجو الدولي مريح، وثمة مصالح للقوى الكبرى بالاستقرار السياسي في البلاد الذي يتيح الاستثمارات، ومنع البلاد من الغرق في الفشل في حال كانت هناك دولة"، مؤكدة "ضرورة التوافق حول المواصفات ثم الاسم، منعاً لاستخدام أي جهة فيتو ضد أي اسم"؛ ورأت أنّ الرئيس "ملزَم بأن يكون تسووياً".

من جهتها، لفتت مصادر "​الحزب التقدمي الاشتراكي​"، للصحيفة، إلى أنّ "رئيس الحزب ​وليد جنبلاط​ يدفع باتجاه انتخاب رئيس لا يكون محسوباً على جهة سياسية"، مركّزةً على أنّ "موقف جنبلاط واضح لجهة اختيار رئيس قادر على مخاطبة الدول العربية والمجتمع الدولي". وبيّنت أنّ "الاشتراكي لم يتعمق بالأسماء، ولا تزال النقاشات حول الشكل والمعايير ولم تدخل في العمق قبل 40 يومًا من بدء الاستحقاق"، مشددة على "ضرورة أن تحضر كل الكتل جلسات انتخاب الرئيس ولا تقاطعها، بهدف التوصل إلى انتخاب رئيس جديد".

بدورها، أكّدت مصادر قريبة من وزارة الدفاع لـ"الشرق الأوسط"، أنّ "قائد الجيش مشغول بتأمين معيشة العسكريين، وتوفير الظروف الملائمة لهم صحياً ومعيشياً بهدف الحفاظ على الاستقرار في البلاد، كون المؤسسة العسكرية، ورغم ما تعانيه من شح في الموارد وتدهور قيمة الرواتب وتزايد الاحتياجات، تكاد تكون الوحيدة بين المؤسسات الرسمية الأخرى، التي تحافظ على استمراريتها وتنفذ مهامها على امتداد مساحة البلاد «بجهوده ومتابعته الدائمة مع العسكريين والضباط".

باسيل يتموضع تحت عباءة "​حزب الله​»" لتحسين شروطه في التسوية

رأت مصادر في المعارضة، في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، أن ما صدر عن باسيل من مواقف، في مقابلته التلفزيونيّة الأخيرة، "يأتي في سياق التخريب على الاستحقاق الرئاسي، وأنه أوقع نفسه في تناقض بنفيه الترشح للرئاسة، في مقابل تأكيده بأنه مرشح طبيعي وإن كان لم يطرح اسمه، ويمكنه الاتفاق مع "المردة" أو حزب "القوات اللبنانية" على مرشح معين، إنما على قاعدة أنه الناخب الأول في المعركة الرئاسية".

وأعربت عن استغرابها "قول باسيل إن صلاحيات رئيس الجمهورية لا تنتقل بالوكالة إلى حكومة تصريف الأعمال، متهماً الرئيس المكلف ​نجيب ميقاتي​ بأنه لا يرغب بتشكيل حكومة جديدة"، موضحةً أنّ "الدستور لا ينص على عدم جواز نقل صلاحيات رئيس الجمهورية عند انتهاء ولايته إلى الحكومة، حتى لو كانت تتولى تصريف الأعمال".

وشدّدت المصادر نفسها على أنه "لم يعد من خيار أمام الرئيس عون سوى إخلاء القصر الرئاسي فور انتهاء ولايته"، مشيرةً إلى أنّ "عون يدرك ما يترتب من ردود فعل محلية ودولية، في حال أنه لم يترجم تعهده بعدم البقاء ولو دقيقة واحدة بعد منتصف ليل 31 تشرين الأول المقبل في قصر بعبدا، خصوصاً أن الظروف الخارجية والمحلية التي أملت عليه الإقامة في القصر الجمهوري بعد تكليفه من قبل رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل بتشكيل حكومة انتقالية، تبدلت ولم تعد لصالحه، بصرف النظر عن الفتاوى التي يعدها البعض في فريقه السياسي بعدم الموافقة على انتقال صلاحيات رئيس الجمهورية إلى حكومة تصريف أعمال".

ووجدت أنّ "باسيل لا يزال يلعب الورقة الأخيرة لمنع إخراجه من السباق إلى الرئاسة الأولى، وقرر التموضع سياسياً تحت عباءة "حزب الله"، لعله يتمكن من خلط الأوراق الرئاسية، من دون أن يغيب عن باله تقديم أوراق اعتماده إلى النظام السوري، مبدياً استعداده لزيارة دمشق، ومنوهاً بالدور الإيراني في المنطقة".