أشار الأمين العام لـ"​حزب الله​"، ​السيد حسن نصرالله​، إلى أن "العدو أدرك نتيجة حرب تموز أن المواجهة مع المقاومة خطيرة وكبيرة، وأن قدرات المقاومة باتت تتجاوز المواجهة عند الحدود"، مشددًا على أنه "منذ حرب تموز حتى اليوم بات العدو الإسرائيلي ينتبه إلى أن أي عمل تجاه لبنان سيقابل برد". ولفت إلى أن "العدو يلجأ اليوم إلى عمليات لا تترك أي بصمة ومنذ العام 2006 إلى اليوم لا يجرؤ العدو على أي عمل ضد لبنان". وأضاف: "لذلك من 2006 الى اليوم لم تحصل أي غارة اسرائيلية باستثناء واحدة على نقطة حدودية ملتبسة بين لبنان وسوريا وغارتان على فلوات قومنا بالرد عليها كلها".

وحول مقولة "اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، قال في حديث لقناة "الميادين: "أنا أحضّر وأكتب رؤوس أقلام وفي بعض المواقف الحساسة أكتب بعض الأسطر في خطاب بنت جبيل نحن أمام انتصار تاريخي وغير متوقع في العالم العربي خطر في بالي أنه الوقت المناسب لهذا التوصيف فذكرته". وحول معادلة كاريش وما بعد كاريش، شدد على "أنني قلت في الخطاب إن المسألة أكبر من كاريش مقابل قانا، لو جمّد العدو الإستخراج من كاريش كان لبنان حقق نصرًا معنويًا لكن من دون إنجاز عملي".

وحول معادلة "ما بعد بعد كاريش"، أكد نصرالله أيضًا أن "لبنان الآن أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا لتأمين بديل للنفط والغاز الروسي". ولفت إلى أن "جزء أساسي من المعركة اليوم هو تأمين البديل عن الغاز والنفط الروسي لأوروبا، وبايدن جاء الى المنطقة من أجل الغاز والنفط والاضافة التي يمكن أن تقدمها السعودية والامارات لا تستطيع أن تسد الحاجة، لذلك طلبوا من الاسرائيليين الاسراع بالتصدير من كاريش". وأعلن أن "بايدن لا يريد حرباً في المنطقة وهي فرصة لنا للضغط من أجل الحصول على نفطنا".

وتابع: "الموضوع ليس كاريش وقانا وإنما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من قبل إسرائيل في مياه فلسطين مقابل حقوق لبنان"، كاشفًا أن "الأميركيين أدخلوا لبنان في دوامة المفاوضات بينما إسرائيل حفرت الآبار ونقبت عن الغاز وتستعد لإستخراجه". وأوضح أن "أميركا ضغطت على الدولة اللبنانية من أجل قبول بخط "هوف" أو الطرح الإسرائيلي للحدود البحرية". وشدد على أنه "لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة".

وأكد نصرالله، أن "ما تريده الدولة اللبنانية يمكنها أن تحصل عليه الآن وليس غداً"، ولفت إلى أن "هذا العمل سواء في كاريش أو ما بعدها متوقف على قرار العدو الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة الأميركية". وأكد أن "الكرة الآن ليست في ملعب لبنان لأنه هو الممنوع من استخراج النفط والغاز في المنطقة غير المتنازع عليها"، قائلًا: "الدولة اللبنانية قدمت تنازلاً كبيراً من خلال ما طلبته من الوسيط الأميركي عندما تحدثت عن الخط الـ23+". وأكد أن "المطلوب الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية ورفع الفيتو عن الشركات التي تستخرج النفط".

وأوضح أنه "إذا بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في أيلول قبل أن ياخذ لبنان حقه، فنحن ذاهبون إلى مشكل"، مؤكدًا "أننا وضعنا هدفاً وذاهبون إليه من دون أي تردد وكل ما يحقق هذا الهدف سنلجأ إليه". ولفت إلى أن "الدولة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي لبنان وثرواته، ولذلك فإنّ المقاومة مضطرة إلى اتخاذ هذا القرار". وتابع: "هدفنا أن يستخرج لبنان النفط والغاز لأن هذا هو الطريق الوحيد لنجاة لبنان". وحول معادلة كاريش، قال: "لم ننسق خطواتنا مع الأخوة السوريين أو الإيرانيين أو أي من حلفائنا في الداخل".

إلى ذلك، أكد نصرالله "أننا جاهز لجلب الفيول الإيراني إلى معامل الكهرباء اللبنانية مجانًا على أن توافق الحكومة اللبنانية على ذلك". وأوضح أنه "للأسف الشديد ليس هناك جرأة سياسية في لبنان على هذه الخطوة نتيجة الخوف من العقوبات الأميركية على الأشخاص وعائلاتهم"، مضيفًا: "لطالما دخلت مسيّراتنا فلسطين وعادت عشرات المرات خلال السنوات الماضية من دون أن يسقطها العدو". وأكد أنه "اتفقنا في حزب الله على إرسال النوع الثاني من المسيّرات الذي يمكن أن يسقطه العدو بهدف إحداث الأثر المطلوب".

ولفت إلى أنه "أجبرنا الإسرائيلي على إطلاق نار من الجو والبحر رداً على المسيّرات وأوقعناه في الفخ"، متابعًا: "العدو الإسرائيلي فشل في إسقاط مسيّرة ثالثة لم يأت على ذكرها لأنها سقطت في البحر". وشدد على أن "لدينا قدرة بحرية كافية لتحقيق الردع المطلوب وتحت الأهداف المنشودة وهي هجومية ودفاعية". وأضاف: "نحن قادرون على ردع العدو وضرب أهداف في أي مكان من بحر فلسطين المحتلة". وأكد أن "حجم الاستباحة الجوية من قبل المسيرات الإسرائيلية دفعنا إلى اتخاذ قرار بأن نستخدم بعض القدرة المتاحة لدينا".

وأكد نصرالله، أنه "يجب أن يثق شعبنا أن لدى المقاومة ما يكفي من القدرات البشرية والعسكرية والمادية كي تُخضع إسرائيل لإرادة لبنان"، مشددًا على أنه "إذا ذهبت الأمور إلى الحرب فيجب أن يثق اللبنانيون بالمقاومة التي ستتمكن من فرض إرادة لبنان على العدو". وأوضح أنه "إذا وقعت الحرب بين لبنان و"إسرائيل" ليس معلوماً أن تبقى بينهما ودخول قوى أخرى فيها احتمال وارد وقوي جداً".

إلى ذلك، إعتبر أن "تصنيف الوطنية لا يخضع للمعايير بل للمزاج والاستهداف الشخصي لحزب الله وبعضهم يذهب في ذلك نحو الشيعة عموماً"، متابعاً: "عمرنا في البلد وامتدادنا التاريخي يعود بالحدّ الأدنى إلى 1400 سنة". وقال: "فلتحضروا لي شاهداً واحداً منذ 40 عاماً على أن حزب الله قام بهذا العمل لمصلحة إيران وليس لمصلحة لبنان". وشدد على أنه "من يتحدثون عن الثقافة المستوردة إما يفعلون ذلك عمداً وإما جهلة"، مضيفًا: "هذه الثقافة هي ثقافتنا ونحن من صدّرها إلى أماكن كثيرة في العالم وكتب علمائنا تدرّس في أهم الحوزات الدينية". وأكد "أننا نحن لا نقبل أصلاً أن يشكك أحد في وطنينتا ولبنانيتنا فثقافتنا أصيلة".

وأكد نصرالله، أن "نشيد "سلام يا مهدي" والحضور رسالة بالغة الأهمية من بيئة المقاومة كما كانت رسالة الانتخابات"، مؤكدًا أن "الجيل الجديد الذي شارك في "سلام يا مهدي" يخيف "إسرائيل" ويقلقها"، متابعًا: "الحملة على "سلام يا مهدي" مرتبطة باستهداف بيئة المقاومة المباشرة". وسأل: "من قال إن من يتحدث بمنطق "لا يشبهوننا" في حملته على بيئة المقاومة يعبر عن صورة لبنان؟"، مضيفًا: "هناك ثقافتان في المنطقة إما ثقافة التطبيع إما ثقافة المقاومة".

إلى ذلك، أوضح أن "افتراض البعض أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل تحت إمرة حزب الله كذب وافتراء وظلم للأجهزة الأمنية وحزب الله"، مضيفًا: "أقول لكل الشعب اللبناني وخصوصاً المسيحيين ليس لحزب الله أي علاقة بقضية المطران موسى الحاج ولن نتدخل فيها"، وأوضج "أنني وكل حزب الله أخذنا علماً بقضية المطران موسى الحاج كما اللبنانيون الآخرون". وأكد أن "ما حدث خلال اليومين الماضيين على خلفية المطران موسى الحاج لن يُبقي دولة ولا مؤسسات ولا قضاءً وهو مسار خطير". ولفت إلى أن "نقل أموال من فلسطين المحتلة إلى لبنان هو عمل خارج القانون بغض النظر عن أسبابه".

وفي شأن رئاسة الجمهورية، أكد نصرالله، "معنيون بأن نقوم بنقاش مع ​التيار الوطني الحر​ و​تيار المردة​، ثم الاصدقاء ثم نقاش داخلي"، مشيرًا إلى أنه "لا يوجد مصادر لحزب الله، وحين نأخذ قرار بشأن رئاسة الجمهورية سوف يصدر قرار رسمي بهذا الشأن"، معلنًا "أننا لم نبدأ في حزب الله النقاش في الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية بعد".

وأشار إلى أنّ "مقاربة مسألة رئاسة الجمهورية من خلال تحديد مواصفات الرئيس المقبل هي تضييع للوقت ولا فائدة في الحديث عنها"، مؤكدًا أنّ "حزب الله في موقع دعم مرشح لرئاسة الجمهورية، وليس الترشيح"، مشيرًا في تعليقه بشأن عهد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، إلى أنه "إن كان هناك شخص عادل فعليه أن ينظر إلى صلاحيات رئيس الجمهورية الحالية، ومن خلالها يحكم عليه".

وأكّد نصرالله، أنّ "كل ما نستطيع أن نفعله لنكون إلى جانب عهد الرئيس عون فعلناه"، مشيرًا إلى أنّ "الظروف التي أتى بها الرئيس عون لرئاسة الجمهورية كانت ظروف صعبة، مع التطورات في البلد واستهدافه"، وفي عام 2015 لو أن هناك شخص غيره لترك قصر بعبدا"، مشددًا على أنّ "الرئيس عون كان خلال عهده شخصاً قوياً ولم يضعف وهناك قرارات ما كان لأحد أن يتخذها غيره كحسم معركة الجرود، وحقق مجموعة انجازات مهمة"، مؤكدًا أنّ "المطلوب حكومة حمل أثقال وتحمل مسؤولية لذلك لا يريد البعض المشاركة فيها".

ولفت إلى "أنني أرى نهاية الكيان الإسرائيلي قريبة جدًا، والتحولات الدولية ستكون أيضاً مؤثراً جداً في نهاية الكيان، والنظام الدولي يتحول إلى نظام متعدد الأقطاب"، موضحًا أنّ "المشهد عندي بخصوص نهاية إسرائيل، أناس ذاهبون في اتجاه المطارات والموانئ والمعابر الحدودية"، مشددًا على "أننا لا نحتاج لأربعين ربيعاً أخرى لنشهد نهاية إسرائيل"، معتبرًا أنّ "كل عناصر بقاء إسرائيل تتراجع وتخمد بينما عناصر زوالها تقوى".

وذكر نصرالله، أنّ "في معركة "سيف القدس" كل ما كان يتوفر لدينا من معلومات كنا نقدمه إلى الفلسطينيين من خلال غرفة العمليات المشتركة"، مشيرًا إلى أنّ "التواصل بين قوى محور المقاومة قائم وحرس الثورة كان مشاركاً في غرفة العمليات المشتركة خلال معركة سيف القدس"، معلنًا أنّ "الإخوة في حماس وصلوا بالإجماع إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن إدارة الظهر لسوريا لأنها جزء من محور المقاومة".

وأشار إلى أنّ "الأخوة في "حماس" يقولون إنه لم يقدم أي نظام عربي ما قدمته سوريا إلى حركة "حماس" وحركات المقـاومة الفلسطينية"، معتبرًا أنّ "تسوية العلاقة بين "حماس" وسوريا أنا شخصياً مهتم بها لأنه واضح لنا إلى أين يذهب الصراع، وسوريا منفتحة فيما يتعلق بالعلاقة بـ"حماس" وقابلية الأمور جيدة والمسار إيجابي".

وذكر في سياق آخر، أنّ "في الحرب على اليمن حزب الله ليس مؤهلاً لأداء دور الوساطة بين السعودية و"انصار الله"، لأننا مع الشعب اليمني وأنصار الله"، مؤكدًا انّ "الإيرانيين أعطوا جواباً واضحاً بخصوص الوساطة في حرب اليمن وأن لا شيء يمكن لليمنيين التنازل عنه".

وشدد نصرالله، على أنّ "علاقتنا مع السعودية والإمارات لا تستند إلى مسائل عقائدية بل إلى أمور سياسية"، موضحًا أنّ "الخصومة مع السعودية تقف عند حدود الموقف لا أكثر من ذلك"، معلنًا أنّ "الاعتقالات في الإمارات هي من أجل الضغط على حزب الله ويجب معالجتها".

وفي العلاقات السورية التركية، اعتبر أنّ "ليس من الواضح أن الظروف مهيأة للتسوية بين تركيا وسوريا فإردوغان ما زال يراهن على بعض الأمور لتحسين موقعه"، مشيرًا إلى "أننا لا يمكننا أن ننفي وجود أطماع تركية بالسيطرة على أراض سورية أو عراقية".

وأوضح نصرالله، تعليقًا على الشأن العراقي، أنّ "ليس لدى حزب الله مشروع خاص في العراق، وليست لدينا جهة نتبناها على حساب الجهات الأخرى"، مشيرًا إلى أنّ "الدور الذي كان حزب الله دائماً حريصاً على القيام به في العراق هو تقريب وجهات النظر"، لافتًا إلى أنّ "لو أرادت إيران أن تكون صاحبة نفوذ أكبر في المنطقة لتصالحت مع الأميركيين وتخلت عن فلسطين وعادت شرطي الشرق الأوسط"، موضحًا انّ "موقف إيران تجاه موضوع فلسطين عقائدي وديني، ولا تنتظر شكراً عليه وليس من أجل أن يكون لديها نفوذ في المنطقة".

وأشار إلى أنّ "إيران لم تطلب مني شيئاً لها في يوم من الأيام سواء فيما خصّ لبنان أو المنطقة"، معتبرًا أنّ "إيران ساعدت العراق وسوريا على منع تمدد "داعش"، ووقوفها إلى جانب أصدقائها وحلفائها لا يعني أنها تسيطر عليهم".

وأكّد، في تعليق على رؤية "حزب الله" للمستقبل، أنّ "رؤية حزب الله للمرحلة المقبلة في ما يتعلق بالوضع الداخلي اللبناني هي الانخراط أكثر من أي وقت مضى، لأن الظروف تفرض ذلك، وهناك تمثيل شعبي يفرض ذلك، ونحن قلنا سابقًا بأننا لا نريد أن نحكم لبنان"، معلنًا أنّ "أغلبية المواقع في حزب الله، يتحكم بها الشباب"، مشيرًا إلى "أننا سنتعاون مع الجميع في لبنان باستثناء بعض الجهات التي تمارس العداء تجاهنا سياسياً وإعلامياً وميدانياً"، لافتًا إلى أنّ "حين تم اعتقال رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في السعودية، كان الهدف دفع الأمور في اتجاه حرب أهلية مع المقاومة".

وفي سياق آخر، لفت نصرالله، إلى "أننا لا نجامل حين نقول إنّ جمهور المقاومة أشرف الناس وأطهر الناس"، مشيرًا إلى أنّه "لولا ثقتي ببيئة المقاومة وجمهورها، لما قلت ما قلته بالخطاب الأخير بشأن الذهاب إلى الحرب من أجل حقوق لبنان"، مؤكدًا أنّه "مع هؤلاء الناس الأوفياء وهذه المقاومة المتطورة، سيكون مستقبل لبنان في المنطقة مهماً وقوياً ومتيناً".