تعاني مدينة النبطية ومنطقتها من إنقطاع مياه الشفة، منذ 10 أيام، والسبب الأول وهو شح المياه من مصادرها وبقاء مصدر وحيد هو آبار فخر الدين، التي لا تستطيع محطّات الضخ فيهاارسال المياه إلى 42 بلدة وقرية بسبب انقطاع الكهرباء، في حين أن مصدر المياه الآخر من نبع الطاسة في اقليم التفاح تراجع كثيراً ونضبت مياهه، وهو لا يكفي لبلدات إقليم التفاح.

بالتزامن تتجدد، في ظل الطقس الحار، أزمة تكدس النفايات في الحاويات، بسبب توقف معمل فرز النفايات التابع لاتحاد بلديات الشقيف في وادي الكفور، حيث توجهت كل بلدية إلى استحداث مكبّ خاص بها، مما أدّى لتعميم المكبات مع أنها ليست صحيّة ولا بيئيّة.

هذا الواقع، يدفع المواطن لشراءالمياه من مصادر متعددة بالصهاريج، التي لا تهدأ عن العمل ليلاً ونهاراً، ويصل سعر الصهريج الواحد سعة عشرين برميلاً إلى 500 الف ليرة، بينما هو يدفع سنوياً رسم اشتراك لمصلحة مياه لبنان الجنوبي من دون أن يحصل على المياه بشكل منتظم من المصلحة.

في هذا السياق، تشير مصادر معنية، عبر "النشرة"، إلى أن المطلوب إيجاد مصادر أكبر للمياه من تلك الموجودة حالياً، لافتة إلى أنه في العام الحالي هناك عدة أسباب أدّت إلى تراجع مصادر المياه التي لم تعد موجودة بالغزارة التي كانت موجودة في السابق، بالإضافة إلى ضعف الكهرباء التي بالكاد تصل إلى المنطقة، ومؤكدة أن الانقطاع من معملي صور والزهراني لم ينعكس فقط على عدم قدرة آبار فخر الدين على ضخ المياه، انما تعدّاه إلى 60 بئراً ارتوازياً.

وتوضح أن هذه الابار، التي انجزها مجلس الجنوب، هي الأخرى تعاني ضعفاً في سحب المياه منها إلى البلدات الموجودة فيها، بسبب عدم توفّر الطاقة معتبرة أن مشكلة المياه في النبطية "عقدة العقد"، داعية إلى وضع خطط مستقبلية لإيجاد مصادر جديدة لها، وإشراك المجالس البلدية في مصالح مياه لبنان الجنوبي لإبداء الرأي في عملية التوزيع.

على صعيد متصل، تلفت إلى أنه لفقدان المياه تأثير على الحركة التجارية والسياحية، معتبرة أنه لابدّ لحل مشكلة مياه الشفة في منطقة النبطية من انتظار الانتهاء من إنشاء مشروع الليطاني، وإقامة السدود على مجرى نهرالزهراني، واستحداث المزيد من الآبار الجوفية في وادي فخر الدين، وفي منطقة كفردجال الغنية بالمياه، وصيانة الآبار الحالية الموجودة وإعادة تأهيلها.

من جانبه، يشير عضو بلدية النبطية عباس وهبي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن البلدية عين ساهرة على تأمين الكهرباء، رغم أن الشركة خفضت التقنين إلى ساعتي تغذية على جميع الأراضي اللبنانية باستثناء بيروت وجبل لبنان بحجة السياحة، لافتاً إلى أنه بعد اتصالات حثيثة قام بها رئيس البلدية أحمد كحيل وشملت المعنيين، ما زالت المشكلة على حالها، متسائلاً: "الا يوجد لدينا سياحة في النبطية ومطاعمها من الشقيف إلى قصر الملوك ودرب القمر، وصولاً إلى الفرح وقلعة الشقيف ومليتا وغيرهم"؟!.

بدوره، يلفت نائب رئيس بلدية يحمر فؤاد قرة علي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "بلدتنا تعوم على مياه الليطاني، الذي يلفّها من أربع جهات، الا أنها لا تستفيد منه، حيث يصح المثل الشعبي القائل: النهر حاملها والعطش قاتلها"، موضحاً أن أزمة الشحّ والانقطاع دفعت بالأهالي للشراء من خلال الصهاريج، حيث تبلغ تكلفة الواحد ما بين 500 إلى 600 الف ليرة، وهو لا يكفي أكثر من 4 أيام.

أما أزمة النفايات، فتبدو واضحة في النبطية والبلدات المحيطة، فهي باتت مكبّات مكدّسة في الحاويات وعلى أطراف الطرقات، وسبباً لإنتشار الكلاب الشاردة والمسعورة التي تخيف المواطنين خلال الليل.