اشار البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​ الى انه "لا يمكننا أن نسلم بإغلاق ملف تشكيل حكومة جديدة وكأن الحكومة مجرد تفصيل في بنيان النظام اللبناني، فلا قيمة للتكليف ما لم يستتبعه تأليف". واستغرب أن "يكون المعنيّون بتأليف الحكومة يسخفون هذا الأمر خلافاً للدستور والطائف، وما نخشاه أنه إذا عجزت القوى السياسية عن التشكيل فستعجز غدًا عن انتخاب رئيس للجمهورية".

وفي عظته خلال قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، الذي عاونه فيه الأب ميشال عبود، الأب فادي تابت القيم البطريركي على الديمان الأب طوني الآغا، أمين سر الديوان البطريركي الأب خليل عرب، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، في حضور قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، وفد من آل محفوض على رأسه رئيس اللجنة الاعلامية للمرشدية العامة للسجون جوزيف محفوض واقليم كاريتاس الجبة برئاسة ايليا ايليا وحشد كبير من المؤمنين، أسف البطريرك الراعي "للحادثة التي حصلت منذ يومين في رميش بين عناصر مسلحة تابعة لأحد الأحزاب والأهالي، ونهيب بالأجهزة الامنية القيام بواجبها في حماية أبنائنا وطمأنتهم فيشعرون أنهم ينتمون إلى دولتهم وتحميهم بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي يمنع أي قوى مسلحة في التواجد في مناطقهم".

واعتبر البطريرك الراعي أن ما حصل مع المطران موسى الحاج يشكّّل امتحانًا لمدى قدرة المسؤولين على وضع حد للتطاول على الكنيسة المارونية، والبعض يشكو تدخل الدين بالدولة، لكن اليوم الدولة تعتدي على طائفة تأسيسيّة، ونحن نؤكّد أننا أول من يحترم القوانين والقضاء ويدافع عنه، ونطالب المسؤولين عن الحادثة بأن يعيدوا جواز سفر المطران الحاج له وأن يؤمّنّوا له العبور من الناقورة كما الذين سبقوه من مطارنة الى أبرشيته من دون أي توقيف أو تفتيش وأن يسلّموا الأمانات للشخصيات والمؤسسات . ونطالب بأن يكفوا عن تسمية المواطنين اللبنانيين الموجودين في الأراضي المحتلة بالعملاء.

ولفت الراعي الى ان "الجيش اللبناني يحتفل غداً بعيد تأسيسه السابع والسبعين، ونصلّي من أجله لكي يحميه الله من المخاطر ويشدد رابطة وحدته".

وكان وفد من كاريتاس لبنان، برئاسة الأب ميشال عبود الكرملي، قد قام بزيارة إلى منطقة الوادي المقدس، حيث استهلت الزيارة بالقداس الذي ترأسه البطريرك الراعي، حيث أشار الأب عبود إلى أن ما يقوله الراعي لا يجرؤ أحد من المسؤولين في الدولة على قوله، متوجهاً إلى البطريرك الماروني بالقول: "أنتم الصوت الصارخ في البرية، يوحنا المعمدان تكلم ضد هيرودس، السيد المسيح قال لبعض الأشخاص يا أولاد الأفاعي، وبهذه الجرأة تكمل الكنيسة مسيرتها برؤسائها وخدامها وتقول كلمتها، وهذا ما نراه في شخصكم".

تجدر الإشارة إلى أن الوفد قام أيضاً بزيارة إلى وادي قنوبين، وتحديداً كنيسة سيدة قنوبين، ودير مار ليشع، ثم استراحة غداء توجه بعدها الوفد إلى بلدة بقاعكفرا مسقط رأس القديس شربل، حيث كان في استقباله كاهن الرعية الأب ميلاد مخلوف ولجنة الوقف. وقام الوفد بجولة في البلدة شملت كنيسة السيدة القديمة جرن عماد القديس شربل، وبيت القديس وغيرها من معالم بلدة قديس لبنان والعالم.