أوضح نقيب مستوردي ​المواد الغذائية​ في ​لبنان​ ​هاني بحصلي​، خلال لقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرابطة الجامعيين في ​الشمال​، أن "للأمن الغذائي ثلاثة أبعاد أو تندرج تحت هذه التسمية ثلاثة عناوين وجميعها تشكل وحدة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، ألا وهي وجود الغذاء، الوصول إلى الغذاء، وصحة الغذاء. فوجود الغذاء يعني إمكانية استيراده أو تصنيعه، أما الوصول إليه فذلك بهدف أن يكون بمتناول المستهلك، وبخاصة في أحلك الظروف وأكثرها حرجاً، كالحروب، أو الإقفالات أو الإضرابا"ت.

وأشار البحصلي، الى أنه "أما على مستوى قضية الأمن الغذائي من جراء إضراب عمال ​مرفأ بيروت​ الذي دخل اسبوعه الثامن تقريباً، وبمعزل عما آلت إليه أحوالنا من انهيار القدرة الشرائية، والارتفاع الجنوني للدولار عشرون ضعفا، والإفلاسات، والإقفالات بالآلاف التي طالت مصانع وشركات ومؤسسات، فقد قمت بمساع حثيثة مع رئيس الحكومة واللجان المعنية بغية إيجاد سبل حل للتخفيف من تدهور الأمور وتفاقمها نحو الأسوأ، انطلاقاً من قناعة ثابتة ان المرفأ هو مرفق حيوي ممنوع ان يقفل، ومثله كمثل قسم الطوارئ في أي مستشفى ولو كان الجسم الطبي فيه"، داعيا الى الإضراب.

ولفت الى أن "كل هذا التحرك الذي قمنا به أدى إلى عدم التمادي في إقفال مرفأ بيروت، فقد حضر بعض الموظفين الى العمل ولو بوتيرة متقطعة ومتفاوتة بين الوزارات، مما عكس بدوره شيئا من الحلحلة ولو بشكل مؤقت".

وأضاف "أما عن تكديس الحاويات في المرفأ، وتأخير أعمال الكشف عنها، فقد أدى ذلك الى فقدان بعض المواد الغذائية في الأسواق، وهذا الأمر كان جلياً، مما دفع بعض التجار الى إطلاق صرخة استغاثة بغية إيجاد معالجات فورية، وبخاصة في ظل تقلبات بالأسعار العالمية طالت عدد لا بأس به من الأصناف، مما فاقم حالة من الإرباك لدى العديد من الزملاء التجار، والتسبب بخسائر بالغة"

وأعرب البحصلي عن أسفه البالغ لـ "عدم وجود في الأفق أي أية حلول إنقاذية سريعة، مما دفع هذا التأخير بعض الزملاء التجار الى التوقف عن حركة الاستيراد وبخاصة من تلك الدول القريبة مثل مصر، وتركيا، واليونان، التي لا تستغرق مدة الشحن البحري منها سوى أيام قليلة معدودة"، لافتاً الى أنه "وجود تلك المئات من الحاويات المحملة بالمواد الغذائية في المرفأ لفترة طويلة تحت حرارة الشمس المرتفعة، قد يؤدي إلى ضرر بعضها، بسبب عدم حضور موظفين من الوزارات والإدارات المختصة لأخذ العينات، إنما لا يعني هذا أبداً انها ستدخل الأسواق. أما الحاويات المحملة بالمواد الغذائية المبردة، فهي مخزنة ببرادات وفقاً للمواصفات الصحية المطلوبة والمعايير، ولكن تحت وطأة ارتفاع أكلافها من جراء تخزينها لمدة طويلة".