أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه قداساً لراحة أنفس ضحايا 4 آب في كاتدرائية ما جرجس في بيروت، إلى أنّه يقدّم الذبيحة الإلهية لراحة نفس الضحايا الـ 221، ولعزاء عائلاتهم وذويهم وأنسبائهم وشفاء الحرجى.

وطالب الراعي، بالتعويض للمتضررين بانفجار المرفأ، وقال: "نؤمن بقيامة بيروت ومعها لبنان فيعود بلدنا منارة الشرق وجامعة الشرق ومستشفى الشرق ومصرف الشرق ووطن التلاقي والحوار بين الحضارات والأديان".

وأضاف: "يشترك معنا في هذه الذكرى قداسة البابا فرنسيس في الرسالة التي وجهها، فنشكره على محبته الأبوية ونصلي من اجل شفائه الكامل وتحقيق امنياته بشأن لبنان".

وأكد الراعي "رفع صوت الغضب بوجه كلّ المسؤولين أيًّا كانوا وأينما كانوا ومهما كانوا، أولئك الذين يعرقلون التحقيق كأنّ ما جرى مجرّد حادث تافه وعابر لا يستحقّ التوقف عنده ويمكن معالجته بالهروب أو بتسوية أو مقايضة كما يفعلون عادةً في ال​سياسة​".

ورأى، "أنّنا اليوم أمام جريمتين، هما جريمة تفجير المرفأ وجريمة تجميد التحقيق، فالتجميد لا يقلّ فداحةً عن التفجير، لأنّه فعلٌ متعمّد وإراديّ بلغ حدّ زرع الفتنة بين أهالي الضحايا".

وشدد على أنّ "المطلوب أن يستأنف قاضي التحقيق العدلي عمله وصولاً إلى الحقيقة في تفجير المرفأ ولا نتّهم أحداً ولا نبرئ أحداً فالمواطنون يُريدون العدالة ونرفض أن يكون بعض المتهمين طليقين وبعضهم الآخر أبرياء ومعتقلين".

وتابع: "نسأل المسؤولين ماذا يريدون أكثر من هذه الجريمة كي يتحركوا؟ وماذا يريد القضاء أكثر من هذا لينتفض ويستعيد دوره؟"

ولفت إلى أنّه "طالب منذ اليوم الأول لتفجير المرفأ بتحقيقٍ دوليّ، إذ إنّ الجريمة قد تكون ضدّ الإنسانية في حال تبيّن أنّها عملٌ مدبّر، وأتت تعقيدات التحقيق المحلي والعراقيل السياسية لتعطي الأحقية في تجميد المطالبات بالتحقيق الدولي".

واعتبر، أنّه "لا يحقّ للدولة أن تمتنع عن إجراء تحقيقٍ محلي، وتُعرقل في المقابل إجراء تحقيقٍ دولي، والمستغرب أنّ جريمة تفجير المرفأ غريبة عن اهتمامات الحكومة، لا بل أنّ بعض وزرائها يتغافل عنها، وبعضهم الآخر يُعرقل سير العدالة من دون وجه حقّ".

وقال: "لا تعرقلوا التحقيق بالضغط السياسي على القضاة، وبعدم إعطاء أذونات ملاحقة بحقّ مطلوبين للتحقيق، ولا تعطّلوا التشكيلات القضائية للهيئة العامة لمحكمة التمييز بالإمتناع عن توقيعها بقوّة النافذين السياسيين، ولا تتعرّضوا لأهالي الشهداء بالضرب والتوقيف".

وأضاف: "جميع الكوارث التي تحصل في العالم يُحفَظ جزء منها لذاكرة التاريخ كشاهد لما حصل، وهذا ما فتئ يطالب به أهالي الشهداء بالنسبة إلى حماية الإهراءات من السقوط، وهي الشاهد الناطق لجريمة تفجير المرفأ المسماة بجريمة العصر".

وسأل الراعي: "لماذا لم تستعينوا بمؤازرة الدول المجاورة والصديقة لإطفاء النيران في الإهراءات، وكأنّ المقصود تدميرها ومحو الذاكرة؟!"