أكّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب حسن فضل الله، أنّ "الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة قادرون على إنتاج معادلات جديدة في وجه العدوانية الإسرائيلية، ونحن من على الحدود مع فلسطين وفي أيام الشهادة في عاشوراء وذكرى انتصار المقاومة، نقف مع شعب فلسطين المظلوم ومع مقاومته ونحيي صموده، لأن طريق المقاومة الذي يسلكه ويقدم فيه خيرة أبنائه شهداء، هو الذي حرر جزءًا من أرضه ويحميه مهما بلغت التضحيات".

ولفت، خلال مشاركته في المجلس العاشورائي المركزي في مدينة بنت جبيل، وفي مجلس عاشوراء في بلدة بيت ليف، وخلال إحياء الذكرى السنوية لـ"شهداء المقاومة الإسلامية" في بلدة عيناثا، إلى "أننا في لبنان رغم الانهيار المالي والاقتصادي والمرحلة الداخلية الصعبة، فإن بلدنا يقف على أرض ثابتة وصلبة وقوية، وفي بلد مُهاب الجانب ومحترم وقوي في مواجهة الأعداء الذين يريدون استهدافه، سواء كانوا من العدو الإسرائيلي أو التكفيري".

وأشار فضل الله إلى أنّ "المقاومة قد أوصلت لبنان بعد أربعين سنة، إلى مرحلة استطاع فيها أن يحمي أرضه وشعبه، وأن يدافع عن ثرواته، وهو اليوم في الموقع القادر على أن يستعيد هذه الثروة النفطية والغازية، ويمنع العدو من الاستيلاء عليها، ومن استثمارها واستخراجها على حساب حقوقه".

وذكّر بأنّه "في السابق، لم يكن أحد يلتفت إلى لبنان، ولم يكن ينظر إليه كبلد قوي، وكانت إسرائيل تستبيحه متى تشاء، أما اليوم فأصبح الوضع مختلفاً تماماً، حيث أرست المقاومة معادلة الحماية الحقيقية، ونحن متمسكون بهذه المعادلة، وننتظر إلى أين ستصل المفاوضات في المرحلة القادمة بشأن ليس فقط الاتفاق على ترسيم الحدود، وإنما أيضاً على استخراج واستثمار الثروة النفطية والغازية، لأنهما أمران متلازمان".

وأوضح أنّ "بعد ذلك أن نعمل جميعًا في لبنان على حماية ما نستخرجه، خصوصًا ما يتعلق بالعائدات المالية، كي لا تذهب هدرًا وفسادًا وسرقة، وهذه مرحلة لاحقة، ولكن نحن معركتنا اليوم هي استخراج هذه الثروة واستثمارها، لأن هذا الطريق الوحيد والفرصة الأخيرة أمامنا في لبنان نتيجة الانهيار والأزمة التي وصلنا إليها".

كما شدد فضل الله على أن "تركيبة لبنان طائفية ونظامه طائفي، وكل التجارب والمحاولات لتغيير هذا النظام، وإنتاج نظام قائم على مبدأ الكفاءة والنزاهة والتمثيل الشعبي الحقيقي خارج الإطار والقيد الطائفي، فشلت جميعها في لبنان، ولأننا نفهم التركيبة اللبنانية، ولأننا متمسكون بالتعايش والسلم الأهلي والاستقرار، ومقتنعون أنه لا ثورة شعبية، ولا انقلابات عسكرية تغيّر هذا النظام، ولا إمكانية لموقف شعبي موحّد من التركيبة السياسية، ارتضينا أن نعمل تحت سقف الدستور والقانون، وأن نحاول الإصلاح ما استطعنا".

وركّز على أنّ "أي خطوة غير واقعية في لبنان تؤدي إلى فوضى، ولذلك فإن مشروعنا ورؤيتنا في لبنان قائمة على إعادة بناء مؤسسات الدولة، ولا أحد يستطيع أن يعالج إلاّ مؤسسات الدولة. نحن مصرون على سلوك طريق الدولة ثم الدولة ثم الدولة، لأنها هي التي تأتي بالكهرباء، وهي التي تواجه الاحتكار، وهي التي تحل مشكلة المياه، وما نقوم نحن به في قرانا وبلداتنا، هي حلول جزئية، تخفف من الأزمة، ولكن الحلول الجذرية تحتاج إلى مؤسسات الدولة".

وأعلن أنّه "عليه، فإننا لا نقف مكتوفي الأيدي لإعادة البناء، حيث إننا نبادر داخل مؤسسات الدولة، والجميع يرى أننا نأتي بالمبادرات منها الفيول ومشاريع الكهرباء، ونحاول التوفيق بين الأفرقاء لتشكيل الحكومة، ونعمل على إنتاج مؤسسات فعلية وإصلاح ما أمكن في البلد".