أشار العلّامة السيّد علي فضل الله، إلى أنّ "معاناة أبناء لبنان تستمرّ بفعل تداعيات الواقع الاقتصادي والاجتماعي والانقسام السّياسي الحادّ والفساد المستشري في مفاصل الدّولة، الّذي يتزامن مع استهداف العدو الصهيوني له، حيث خروقاته العدوانيّة مستمرّة يوميًّا في البرّ والبحر والجو، أو التّهديد لثروته الوطنيّة؛ وذلك في ظلّ مخاوف من عودة شبح الفتن والفوضى".

ولفت، في كلمة بذكى عاشوراء، في مجمع الإمامين الحسنين في حارة حريك، إلى أنّ "علينا في هذا اليوم، يوم عاشوراء، أن نرفع الصّوت عاليًا متمسّكين بكلّ وسائل القوّة والمقاومة، لحماية كلّ ذرّة من حقوقنا في مواجهة العدو"، داعيًا القوى السّياسيّة الّتي كانت سببًا في إيصال اللّبنانيّين إلى حافّة الجوع، أن "تسرع الخطى في مراجعة سياساتها الّتي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه، والكفّ عن صراعاتها وتبادل الاتّهامات فيما بينها، الّتي تزيد من معاناة الشّعب وتحول دون تشكيل الحكومة الّتي تخفّف من أزمات اللّبنانيّين، وتلتزم الاستحقاقات الضّروريّة للنّهوض بهذا الوطن".

وشدّد فضل الله على أنّ "لا حلّ لأزمات هذا البلد إن بقي هذا الوطن ساحةً للصّراع بين الطّوائف والمذاهب، تحت عناوين حقوق هذه الطّائفة أو تلك، أو بين المحاور الإقليميّة والدّوليّة". وتوجّه إلى "مَن يراهن على الخارج لحلّ مشكلاتنا"، قائلًا: "عليه أن يعلم أنّ للخارج حساباته ومصالحه، وهي ليست دائمًا تتلاقى مع حساباتنا ومصالحنا".

وبيّن أنّ "الحلّ لا يكون إلّا ببناء بدولة الإنسان، دولة جامعة يشعر فيها الإنسان بإنسانيّته، بعيدًا عن طائفته ومذهبه، دولة تحمل رسالةً روحيّةً إلى العالم، تؤكّد قدرة الأديان على التّكامل في ما بينها، على قاعدة القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة المشتركة".