استوقف أوساطاً سياسية أول الكلام من الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ عن احتمالات الفراغ بعد 31 تشرين الأول المقبل، موعد انتهاء ولاية عون، ولو أن نصرالله اتّهم به الآخرين، معتبرة أن ثمة أجواء تشي بأن الحزب قد لا يمانع وقتاً إضافياً في أعقاب هذا التاريخ لإنضاج إمرار خياره الرئاسي، الذي ما زال حتى الساعة يرسو ضمناً على زعيم تيار المردة ​سليمان فرنجية​، وذلك بما يجعل الوقائع تفرضه على وقع ارتفاع المخاطر.

وفي رأي هذه الأوساط، التي تحدثت لصحيفة الراي الكويتية، أن حزب الله يحاذر أن يأتي دعم فرنجية في سياق تزكية له، ويفضّل أن يكون بمثابة خيار الضرورة الذي تفرضه ظروف واقعية أو قاهرة، وهو ما من شأنه الحفاظ على أدبياتٍ في العلاقة مع رئيس التيار الوطني الحر ​جبران باسيل​، الذي لن يكون ممكناً وصول فرنجية من دون تأييده السياسي والعددي في البرلمان، والذي لا يريد الحزب الظهور بمظهر مَن استسهل إدارة الظهر له كونه الأقوى في التمثيل المسيحي بين حلفائه وذهب إلى دعم نور العين (فرنجية)، ولو أن نصر الله لم يَعِدْ مَرّة باسيل بالرئاسة كما فعل مع عون و... وفى.

وإذ اعتبرت أنه ما دام باسيل لم يستسلم فإن حزب الله لن يذهب إلى مفاضلة بينه وبين فرنجية، وهو ما يجعل الفراغ بمثابة غربال رئاسي، ذكّرت بأن كلمة السرّ في فرْملة مسار الاستحقاق الرئاسي الذي تبدأ مهلته الدستورية في 31 آب الجاري كانت جاءت من شريك الحزب في الثنائية الشيعية، أي بري الذي وبعدما كان أعطى إشاراتٍ إلى نيته ببدء الدعوة لجلسات انتخاب في الاسبوع الأول من أيلول عاد وربط الأمر بإنجاز الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي أولاً.

ورأت الأوساط في تكويعة بري، رغبةً منه في ترْك الفراغ يأخذ مداه الزمني، ولو ضمن مهلة معقولة، بحيث إن وضعية باسيل، الذي يرفض رئيس البرلمان بأي شكل وصوله للرئاسة، تصبح أضعف بمجرّد أن يغادر عون قصر بعبدا، فيخسر باسيل ما يعتبره خصومه المخزون الاحتياط في قوته المنفوخة، ليكون عصف الشغور، ولو المضبوط، والمفاجآت السياسية التي قد تطبعه كفيلة بإحداث دينامية داخلية، تُلاقي الضغوط الخارجية لإتمام الاستحقاق وقفل باب الريح الرئاسي.

وتشير الأوساط إلى أن موقف باسيل الرافض حتى الساعة التخلي عن أحقيته في الترشح سيساعد خصومه - الحلفاء في فتْح بوابة الفراغ، ملاحظة أن الموقف الانعطافي من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نحو موقع وسطي مع شبْك تقارُبٍ مرتقب مع حزب الله، ولو موْضعياً، يُعتبر أحد مؤشرات التذبذبات التي ستطبع المرحلة الرئاسية، وسط مجاهرة جنبلاط بانتقاداته الحادة لباسيل وعهد عون الفاشل والحاقد كما سماه، مع ترْكه الباب موارباً أمام فرنجية الذي سبق أن دعمه مع بري في انتخابات 2016 الرئاسية.