يا شعب لبنان المتألم والمظلوم، نخاطبكم أيُّها الشرفاء وفي قلوبنا نحن المغتربين غصة لِما يجري في لبنان، وطننا ينهار والساسة عندنا غير مُبالين بأوضاع الشعب على كافة المستويات. إنكم تفتقدون لأبسط حقوقكم، ويتجاهل الحُكام أوضاعكم، لا بل يزيدون آلامكم ويستثمرون في صعابكم ويقطعون عنكم الماء والكهرباء، ويمنعون عنكم الأدوية والمستشفيات تكاد تُصبح بخبر كان... ما الذي يجري في أرضِ القدّيسين؟ الأرض التي تحتضن رفات أهلنا الأبطال الذين صمدوا بوجه كل الطغاة.

يا شعب لبنان المتألم والمظلوم، عيبٌ الذي يجري وكأنّ الأمور تسير على ما يُرام، إننا بإسم المغتربين في أوروبا، وفي كل عالم الإغتراب نرفض هذا الذل المُمارس عليكم أيُّها الأبطال، نرفض رئيسًا يُجيِّش طائفيًا، نرفض رئيسًا صاحب تسويات، نرفض رئيسًا يختلق الملفات، نرفض رئيسًا يزوِّرُ تاريخنا، نرفض رئيسًا لا يعرف معنى السيادة الوطنية، نرفض رئيسًا يقبل أنْ يُشارك أحدًا الجيش بالمسؤوليات، نرفض رئيسًا يُساير السلاح غير الشرعي، نرفض رئيسًا صنمًا، نرفض رئيسًا يدّعي حماية شعبه وهو في الوقت نفسه يُساوم يُساير يتراخى يتبدّل ويتلوّن... نرفض رئيسًا يفرضه خارج غافل عن الديمقراطية.

يا شعب لبنان المتألم والمظلوم، أرفضوا الرئيس التسوية، أرفضوا المُسايرة، أرفضوا الأمر الواقع، أرفضوا التكلّم بإسمكم، أرفضوا وصاية أيّ كان عليكم المغطّاة بنكهة دولية ذات رائحة تسووية. أنتم أيُّها الشرفاء عبِّروا عن إرادتكم الحرّة وأنقذوا لبنان حيث لم يَعُد بالإمكان وضعه في الجلاّدة قد طفح الكيل، وترف الوقت ليس لصالح الشرفاء. أرفضوا من يتكلّم معكم بصيغة الأمر والتعالي، أرفضوا كل مرشّح لا يجتمع ويُمارس صلاحياته وفقًا للآليات الدستورية، أرفضوا كل مرشح لا يحترم السيادة الوطنية، أرفضوا كل مرشح لا يُمارس سلطته بإسمكم، أرفضوا كل مرشح سيأتي ليمارس السلطة بإسم النافذين...

يا شعب لبنان المتألم والمظلوم، أرفضوا كل مرشح لا يُحرِّرْ القضاء من الزبائنية، أرفضوا كل مرشح لا يحترم مبدأ فصل السلطات لأنّ ما من أحد أعلى من القانون والقضاء، أرفضوا كل مُرشح يعمل لخارج يتدخل في الشؤون اللبنانية خلافًا لنظام العلاقات الدبلوماسية بين الدول، أرفضوا كل مُرشح يُبرِّر قيام الدويلات، أرفضوا كل مرشح يُخالف قانون الأحزاب والجمعيات، أرفضوا كل مرشح لا يُعيد السيادة إلى مزارع شبعا وكل ما تبقّى تحت سلطة الإحتلال الإسرائيلي، أرفضوا كل مرشح لا يتناغم مع طموحاتكم.

يا شعب لبنان المتألم والمظلوم، بسلام المحبة وعزة النفس وبروح الإستقلالية والغيّرية على الوطن أتوّجه إليكم مخاطبًا ضمائركم، ولو كُنا نحن في أرض الغربة إننا جميعًا لا زلنا ندفع من حياتنا ومصيرنا ضريبة التسلّط السياسي وحالات الزنى السياسي تهجيرًا وقتلاً وجوعًا ومحنًا شتّى، وبالرغم من كل ذلك المطلوب منّا ومنكم الصمود ورفض الأمر الواقع وعدم الإستسلام، وحذار الإرتهان لهذه الطبقة الخبيثة التي تتحايل عليكم كما تحايلت إبّان الإنتخابات النيابية الأخيرة، حيث سخّرتكم لتُعيد إنتاج نفسها من جديد، وها هي اليوم تُحاول إستعادة دور الخبث محاولة إستغلال نُبل إخلاقكم لتُعيد سيطرتها على كل الدولة عبر إنتخاب رئيس على شاكلتها.

يا شعب لبنان المتألم والمظلوم، نعم نريد رئيسًا قويًا يتجاوز كل الصعاب القائمة ويجمع كل اللبنانيين حول المؤسسات الشرعية المدنية والعسكرية، ويتعامل مع اللبنانيين كمواطنين أبطال وليس على أساس طائفي أو مذهبي وإنتماء حزبي على ما هو قائم اليوم. الضرورة تتطلب إنتخاب رئيس قوي فعليًا لا كما هي حال اليوم، لأنّ لبنان يستحق أن يكون له رئيس جمهوريّة وحكومة ونوّاب فاعلين بعيدين عن أي تدخل أجنبي ويُلبّون تطلعات الشعب اللبناني المتألم والمظلوم.

يا شعب لبنان المتألم والمظلوم، إنّ واقع رئاسة الجمهورية هو للأسف ما دون الصفر، وعفوًا على هذا التوصيف ولكن هذه هي الحقيقة، إنّ أي تسوية رئاسية ستكون مرفوضة إنْ لم تأتِ برئيس يترجم الأفعال إلى أقوال، فالإستحقاق الرئاسي هو بداية التغيير وإلاّ سيكون لنا كلام آخر.