على الرغم من إقتراب موعد الدخول في خضم الإستحقاق الرئاسي رسمياً، لم يبرز حتى الآن أي إسم قادر على أن يكون هو الرئيس المقبل، لا بل من بين المرشحين المحتملين لم يظهر إلا إسمين: الأول هو رئيس تيار "المردة" النائب السابق ​سليمان فرنجية​، أما الثاني فهو قائد الجيش اللبناني ​العماد جوزاف عون​، من دون أن يصار إلى إعلان أي ترشحيات.

بالتزامن، برزت مجموعة من المواصفات التي يسعى كل فريق إلى التسويق لها، من دون أن يجرؤ انسان على تسمية شخصية محددة، يعمل على تأمين التوافق حولها أو يمهد لخوض معركتها تحت قبة البرلمان، الأمر الذي يوحي بأنّ الجميع يخشى الوصول إلى هذه اللحظة، وهو ما عبر عنه رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​، أول من أمس، بشكل واضح، بالتأكيد أنه لن يجرؤ على اقتراح أسماء، لأنه سيتم وصفه بـ"الخائن".

هذا الواقع يعود بالدرجة الأولى، بحسب ما تؤكد مصادر نيابية عبر "النشرة"، إلى أنّ البحث الجدي في هذا الإستحقاق لم يبدأ بعد، نظراً إلى الخلافات القائمة داخل كل فريق، حيث تشير إلى أنّ قوى الثامن من آذار لم تبادر إلى التفاهم على إسم مع "​التيار الوطني الحر​"، بينما هذه القوى، أو أحد أبرز أركانها "​حزب الله​"، لا تستطيع تجاوز بوابة التيار، الذي بات يضع شروطاً صعبة.

في المقابل، تلفت المصادر نفسها إلى أنّ المواقف المتناقضة بين حزب "القوات اللبنانية" والحزب "التقدمي الإشتراكي"، التي برزت في الأيام الماضية، تؤكّد صعوبة التفاهم على إسم موحّد، خصوصاً أنّ "القوات" يعتبر المطلوب هو الذهاب إلى رئيس "تحدٍّ"، بينما لدى "الإشتراكي" حسابات أخرى تدفعه إلى تفضيل "التوافقي"، ما قاده إلى إعادة تفعيل قنوات الإتصال مع "حزب الله".

على مستوى النوّاب المستقلين والتغييريين، ترى هذه المصادر أنّ الإختلاف في التوجهات فيما بينهم قد يصعب مهمّة الإتفاق على مرشح واحد، إلا بحال كانت هناك ضغوط خارجيّة تصبّ في هذا الإتجاه، لكنها تطرح الكثير من علامات الإستفهام حول ما إذا كانت هذه الضغوط ستدفع نحو الذهاب إلى مرشح "توافقي" أو إلى مرشح "تحدٍّ"، وتؤكد أن هذا الأمر لم تظهر معالمه حتى الساعة، نظراً إلى أن القوى الخارجية المؤثّرة تبدو منشغلة بملفات أكثر أهميّة.

في هذا الإطار، تلفت مصادر سيّاسية متابعة لمسار الإستحقاق الرئاسي، عبر النشرة"، إلى أنّ الجميع لا يجرؤ على الذهاب إلى تبنّي أيّ مرشح، نظراً إلى أن ذلك سيقود إلى إحراق ورقته أو إلى خلافات مع الحلفاء، الأمر الذي يدفع بالجميع إلى الإكتفاء بالحديث عن المواصفات فقط، وتشير إلى أن هذا الأمر هو الذي يمنع، على سبيل المثال، "حزب الله" من تبني أيّ إسم من بين حلفائه، خصوصاً فرنجيّة، نظراً إلى أن ذلك سيقود إلى فيتوات داخليّة وخارجيّة.

وتوضح المصادر نفسها أن تبنّي رئيس تيار "المردة" من دون تأمين الأرضيّة اللازمة لذلك، سواء من خلال التفاهم مع "التيار الوطني الحرّ" أو "الحزب التقدّمي الإشتراكي" أو النواب الذين يدورون في فلك تيّار "المستقبل"، لن يقود إلى أيّ نتيجة عملية، بل على العكس قد يدفع بالآخرين، سواء من الحلفاء أو الخصوم، إلى البحث عن تفاهمات مع قوى أخرى، وتؤكد أن الأمر نفسه سيحصل فيما لو ذهب أي فريق آخر إلى تبني أي طرح أو إسم.

في المحصّلة، تشدّد هذه المصادر على أنّ بروز الأسماء الحقيقية سيكون في لحظة الوصول إلى تسوية ما، ولا تستبعد أن يصار، في حال إنعقاد أيّ جلسة إنتخاب قبل ذلك، إلى التصويت لصالح أسماء لا تملك أيّ حظوظ، خوفاً من إحراق تلك التي يتمّ الرهان عليها من قبل كل فريق، ليبقى السؤال حول الجهة التي ستذهب إلى تبنّي أيّ إسم جدي أولاً؟.