اشار العلامة السيد علي فضل الله الى ان "الوضع الاقتصادي والمعيشي الضاغط على اللبنانيين بات مأساويا بفعل الارتفاع المتصاعد لسعر صرف الدولار والذي يخشى أن يصل إلى أرقام غير مسبوقة، ومن الطبيعي أن يزيد ذلك في ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والخدمات وكلفة الدواء والاستشفاء والنقل في بلد يدولر ويترك تأثيراته على حياة اللبنانيين وبات يمس بمؤسسات الدولة وإداراتها الذي وصل أخيراً إلى القضاء"، معتبرا انه " بدلاً من أن يدعو ذلك إلى أن تستنفر الدولة أجهزتها لتخفيف العبء عن مواطنيها فإننا نجد إمعاناً في زيادة الأعباء عليهم ومد اليد إلى جيوبهم الفارغة، فبعد رفع الدعم عن المازوت هي تتجه إلى إقرار رفع الدعم عن البنزين والطحين ورفع الدولار الجمركي أضعافاً مضاعفة في بلد يعتمد في أكثر احتياجاته على الاستيراد من الخارج، ومن دون أن تؤمن الدولة البدائل التي تتيح للمواطن تحمل هذه الأعباء".

وراى فضل الله ان "العالم لا يزال يدير ظهره لهذا البلد ولا يريد مساعدته حتى يسلم للشروط التي يريدها أو هو ينتظر الإصلاحات التي لم تتم حتى الآن، وإذا قدم بعض المساعدات فهي لإبقاء لبنان على قيد الحياة، ونحن أمام ما يجري نعيد دعوة الحكومة والمجلس النيابي إلى عدم استسهال مد اليد إلى جيوب اللبنانيين وإعادة النظر بأي قرارات قد تزيد من معاناتهم وأعبائهم ونخشى إن استمرت في هذا الأسلوب أن نصل إلى الانفجار الاجتماعي الذي قد يودي بالسلم الأهلي".

وتابع :"على كل من هم في مواقع المسؤولية أن يتقوا غضب الناس وسطوتهم ورفع أصواتهم بعد أن باتوا غير قادرين على تحمل كل هذه الضغوط، بعدما استنفذوا كل مخزون الاحتياط لديهم الذي كانوا يستندون إليه سواء من جنى عمرهم أو مما كان يأتيهم من الخارج، وأن لا يراهنوا على صبر اللبنانيين وأنهم سرعان ما يتأقلمون مع واقعهم وأنهم لن يخرجوا من تحت سلطانهم".

وجدد الدعوة للمعنيين بتأليف الحكومة إلى القيام بمسؤوليتهم بتأليف حكومة قادرة على إيقاف هذا الانهيار الذي وصل إليه البلد، ومعالجة الأزمات والملفات المطروحة ونحن نقف مع كل جهد يبذل على هذا الصعيد، فالبلد لا يمكن إدارته بحكومة تصريف أعمال لا تملك الصلاحيات الكاملة ولا تحظى بتمثيل المجلس النيابي الجديد.

واضاف :"في الوقت الذي ندعو إلى تهيئة كل المناخات التي تؤدي إلى الإسراع للتوافق على رئيس للجمهورية قادر على جمع اللبنانيين وإدارة دفة البلد إلى شاطئ الأمان، إننا نرى أن القوى السياسية قادرة على تحقيق ذلك إن خرجت من حساباتها الخاصة والضيقة ورهاناتها غير الواقعية وفكرت بمصلحة هذا الوطن وبمصلحة إنسانه وحتى بمصلحتها، فاللبنانيون لن يغفروا بعد هذا اليوم بمن يفرّط في مصالحهم".