كشف مسؤولون أميركيون، أنَّ طائرات شحن روسية نقلت سراً الدفعة الأولى من مسيَّرات قتالية إيرانية لاستخدامها ضد أوكرانيا، بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

ووفقاً لمعلومات جمعتها أجهزة استخبارات، بما في ذلك الاستخبارات الأميركية، غادرت طائرات نقل من إيران في 19 آب الجاري محمَّلة بنوعين على الأقل من الطائرات بدون طيار، كلاهما قادر على حمل الذخائر لتنفيذ هجمات على الرادارات والمدفعية، وغيرها من الأهداف العسكرية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين من الولايات المتحدة ودول متحالفة معها، أنَّ الطائرات الروسية توجَّهت إلى منشأة عسكرية إيرانية لتسلُّم هذه المسيَّرات على مدى عدة أيام في منتصف آب.

وقال مسؤول أمني من حكومة حليفة لواشنطن، إنَّ الشحنة الأولية تضمَّنت طرازين من مسيَّرات "شاهد"، هما "شاهد 129" و"شاهد 191"، بالإضافة إلى "مهاجر 6"، لافتاً إلى أنَّ جميع هذه المسيَّرات تعتبر من بين أفضل المسيَّرات العسكرية في إيران، كما أنها مصمَّمة لتنفيذ هجمات وكذلك للمراقبة.

ووفقاً للمسؤولين، تمَّ التفاوض على الصفقة على مدى عدة أشهر من قبل فريق بقيادة اللواء سيد حجة الله قريشي، رئيس قسم الإمدادات واللوجستيات في وزارة الدفاع الإيرانية، والملحق العسكري الروسي في طهران.

وبموجب التفاهمات، التي تم التوصل إليها، سافر خبراء تقنيون إيرانيون إلى روسيا للمساعدة في إنشاء الأنظمة الخاصة بالمسيَّرات، كما خضع ضباط عسكريون روس للتدريب في إيران، بحسب ما نقلته الصحيفة الأميركية.

وبينما يمكن لهذه الأسلحة أن تقدم دفعة كبيرة للجهد الحربي الروسي ضد أوكرانيا، إلا أنَّ نقلها شابته مشكلات تقنية، وفقاً لما كشفه هؤلاء المسؤولون.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين من الولايات المتحدة وحكومة حليفة قولهم إن المسيَّرات الإيرانية عانت أعطالاً عديدة خلال التجارب الأولية التي أجراها الروس. وقال مسؤول راقبت حكومة عملية النقل عن كثب: "هناك بضعة أخطاء في النظام"، مضيفاً أنَّ "الروس غير راضين".

ويعتقد مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ممن تحدثوا إلى الصحيفة شريطة عدم الكشف عن أسمائهم نظراً لحسياسية المسألة، أنَّ هذا التسليم الأولي لمسيَّرات "مهاجر-6" و"شاهد" الإيرانية إلى موسكو، هو الدفعة الأولى من عملية مخطط لها مسبقاً لنقل المئات من المسيرات الإيرانية، من مختلف الأنواع، إلى روسيا.

ووفقاً لـ"واشنطن بوست"، يمكن للطائرات الإيرانية المسيرة أن تسدَّ ثغرة كبيرة في الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ولدى روسيا نحو 1500 إلى 2000 مُسيَّرة للمراقبة العسكرية، لكنها تمتلك عدداً قليلاً نسبياً من المسيَّرات الهجومية القادرة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف في عمق أراضي العدو. في المقابل استخدمت أوكرانيا مسيرات تركية الصنع منذ الأسابيع الأولى للصراع لتدمير مدرعات روسيا وشاحناتها ومدفعيتها.