يُعتَبَر الصّحافيّ المسؤُول الأَوّل عن حماية نفسه، بالدّرجة الأُولى، كما وعن حماية "الضحيّة" الّتي يتولّى نشر موضوعها إعلاميًّا، مِن خلال مُقاربة "المَواضيع الإِعلاميّة الحسّاسة"، وصولًا إِلى "الحال الفُضلى" بالنّسبة إِلى "الضّحيّة"، وبالتّالي نقلها من وضع "الضحيّة" إِلى وضع "النّاجية". فما هي مبادئ الحِماية تلك؟ وما هي المَراحل الثّلاث للحِماية الصّحافيّة؟...

الحماية – بدايةً – هي مجموعةٌ مِن الإِجراءات لإِبقاء الأَشخاص في مأْمنٍ مِن العُنف، والإِكراه، والحرمان المُتعمَّد... حيث إِنّ مبادئ الحِماية تهتمّ بأَمان الأَشخاص المُتضرّرين مِن الكوارث أَو النّزاعات المُسلّحة وكرامتهم وحُقوقهم، وكذلك قد تهتمّ أَيضًا، بأَشخاصٍ مُهدَّدين، بسبب فضحِهم جرائم مُشينةٍ في حقّ الإِنسانيّة عُمومًا، كما وفي حقّ الطُّفولة في شكلٍ خاصّ...

مبادِئ الحِماية

وتنطبِق أَربعة مَبادئ للحماية على كُلِّ الأَعمال الإِنسانيّة وهي :

1-تعزيز سلامة النّاس وكرامتهم وحُقوقهم وتجنيبهم التعرُّض للأَذى.

2-ضمان وصول النّاس إلى المُساعدة وفقًا لاحتياجاتهم ومِن دون أَيّ تمييزٍ.

3-مُساعدة النّاس في التّعافي مِن الآثار الجسديّة والنّفسية النّاجمة عن التعرُّض للتّهديد أَو للعُنف أَو الكراه أَو الحرمان المُتعمَّد...

4-مُساعدة النّاس في المُطالبة بحُقوقِهم.

حِماية الصّحافيّين

وأَمّا المراحل الواجب اتّباعها لتأمين حماية الصّحافيّين و"ضحايا" المُجتمَع، فهي كالآتي:

1–التّخطيط

2–دراسة المخاطر وتقييمها

3–الأدوات المساعدة في توفير الحماية

وإِذا كان التّخطيط يلحَظ الخُطوات الّتي على الصّحافيّ اتّخاذها لِحماية نفسه كما ولِحماية "الضحيّة"... فإِنّ دراسة المخاطر مِن شأنها هي أَيضًا أَن تجعل الصّحافيّ مُتيقّنا للمَخاطر الّتي قد يُواجهها في "مهنة البحث عن المَتاعب"، وتقييم خُطورة تلك المصاعب، ما يُساعده تاليًا في إِعادة النّظر في سُبل مُواجهتها!.

إِذًا، ثمّة عَوْدةٌ إِلى بدءٍ... إِلى التّخطيط الواجب اعتماده!. ومِن هُنا يُمكن التيقُّن هل "الأَدوات" المُعتمَدة للحِماية تفي بالغرض؟ أَم لا؟ وما الواجب أَخذه في الاعتبار، لتَأْمين حمايةٍ أَفضل؟...

وفي إِطار التّخطيط أَيضًا، يدخُل "تصميم شبكة العلاقات"، وهي مُستندٌ يُساعد الصّحافيّ في معرفة مَع مَن يتواصَل إِذا تعرّض لخطرٍ ما؟ ومَتى يتواصَل؟ وكيف؟ (كُنّا أَشرنا إِليه في المقالة السّابقة).

التّواصُل الآمِن

إِنّ المَقصود في السُّؤال: نتواصَل مَع الشّخص المُناسِب في حال الخطر الدّاهم؟... إِنّما المقصود منه، التأكُّد جيّدًا مِن أَنّ وسيلة الاتّصال والتّواصُل "آمِنة" وغير "مخروقَة"... ووَفق هذا المعيار، لا بُدّ من عرضٍ سريعٍ لفاعليّة وسائل التّواصل من المنظار "الآمن"... وفي هذا الإِطار يُمكن قَوْل الآتي:

1–Viber X: غير آمن للتّواصُل.

2–Telegram: صالح أَكثر للأَخبار منه للتّواصُل.

3–Signal: تطبيقٌ آمنٌ.

4–WhatsApp: تطبيقٌ آمنٌ أَيضًا للتّواصُل.

5–Gmail: تطبيقٌ آمنٌ شرط حُسن الاختيار لكلمة السرّ "القويّة".

وفي هذا الإِطار يُنصَح – من باب الأَمان – في عدَم اختيار كلمة سرٍّ مُوحَّدَةٍ لكُلّ الحسابات الشّخصيّة على مواقع التّواصُل الاجتماعيّ.

مَخاطر الأَمن السّيبراني

يُعدّ الأَمن السّيبراني مِن الأَنظمة المُستخدَمة لِحماية المعلومات الخاصّة، والّتي قد يجعلها تتعرّض لمجموعةٍ مِن المخاطر، ومِنها "البرامِج الضارّة"، الّتي يتسّم خطرُها بأَنّه مِن أَشهر أَنواع المخاطر التي تُهدّد "الأَمن السّيبراني" في شكلٍ خاصٍّ، و"الإِنترنِت" عُمومًا، إِذ يَتسلّل بعض البرامج إِلى الأَنظمة، ويُثبِّت نفسه على النّظام بهدف الوصول غير المُصرّح به إِلى البرامج والملفّات، وإِلحاق الضّرر بها، ورُبما حذفها أَو سرقتها...

ويُمكن الوقاية مِن خطر البرامج الضارّة من خلال تثبيت البرامج الخاصّة بمُكافحة البرامج الضارّة والتعرُّف إِلَيْها، مع ضرورة التّحديث المُستمرّ لهذه البرامج، والمُراقَبة الدّائِمة لوجود أَيّ ملفٍّ أَو رابطٍ غير معروفٍ...