قالت مصادر نيابية لـ«الجمهورية»، إن تمرير الموازنة بالشكل المطروح فيه على المجلس النيابي مستحيل، حيث انه يشكل جريمة بحق اللبنانيين بصورة عامة، والموظفين في مختلف القطاعات بصورة خاصة، ولنكن صريحين الدولة مفلسة تحتاج الى ايرادات، والشعب مفلس يحتاج الى تقديمات، والموازنة كما هي مقدمة استسهَلت سلوك طريق وحيد لتحقيق الايرادات، وذلك عبر اللجوء الى جيوب الناس وإرهاقهم بالأعباء.

ورداً على سؤال قالت المصادر: «بالتأكيد وجود موازنة افضل بكثير من عدمه، فعلى الاقل يصبح لدينا انتظام مالي، ويتوقف الصرف العشوائي على القاعدة الاثني عشرية، ولكن هذه الموازنة لا تفي بالغرض ولا تلبّي طموحات اللبنانيين، وبالتالي نحن امام معضلة كبيرة، ولا يمكن ان نبصم على ورقة نعي للبنانيين. والكرة في ملعب الحكومة لتفتش عن مصادر اخرى لتمويل موازنتها وسد عجزها».

تحذيرات خارجية من مخاوف أمنية

المشاورات في الملفين الرئاسي والحكومي تجرى تحت سقف تحذيرات مفرطة من الوضع الذي يمكن أن يصل إليه لبنان في حال فشل المفاوضات حول الملفين. حتى الآن، معلوم أن المفاوضات تجرى بين حدّين: نجاح المفاوضات للتوصل إلى توافق على شخصية رئاسية مقبولة، وإلا إخراج الحكومة في الدقائق الأخيرة من عمر العهد كأفضل الحلول السيئة لسحب الاحتقان لدى القوى السياسية التي ترفض حكومة تصريف الأعمال. لكن بين الحدّين، يظلّل سيف الخطر الأمني الكلام عن ضرورة كسر الحلقة المفرغة بين الرئاسة والحكومة والبدء بتهيئة الظروف المناسبة لإخراج - ولو أولي - للأزمة، حتى لا يكون لبنان فريسة اضطرابات وتدهور غير مسبوق، مع نصائح خارجية بالأخذ بهذه التنبيهات قبل فوات الأوان.

وتتعلق هذه التحذيرات بكثير من الملفات العالقة أمنياً مع بدء تظهير بؤر التوتر المعتادة. وفي معلومات لـ "الأخبار"، فهناك تحذيرات من جزر أمنية معتادة، وُضعت أخيراً تحت المجهر، بعد تسليط الضوء عليها كما حصل في طرابلس أخيراً. والخطورة أن هناك نفخاً غير اعتيادي في تظهير حالة عاصمة الشمال وما تشهده من حوادث، سواء بالنسبة الى زوارق المهاجرين أو عودة العناصر الأصولية إليها، أو حتى حوادث القتل الجنائية. وهذا النفح ليس نابعاً من فراغ، إذ إن هناك محاولات للاستثمار السياسي والأمني في هذه الحوادث، وخصوصاً في ظل معلومات مبالغ فيها وأخرى صحيحة حول تحركات غير اعتيادية قد تحوّلها إلى ورقة مساومة في الأعمال الأمنية. وبما أن أي توتر أمني يحتاج الى شرارة، فإن الخشية المعتادة أن تتحول طرابلس الى هذه الشرارة، على جاري محاولات استخدامها، ولا سيما مع احتمالات تسرب عناصر إليها من خارج المنطقة. التحذيرات تشمل أيضاً ضرورة الحذر من بؤر توتر أخرى، كاستغلال إثارة موضوع النازحين السوريين مجدداً، وهو ما يشكل نقطة جذب أمني في توقيت إثارته مجدداً، وعمليات نقل نازحين الى أوروبا واستخدام نقاط تجمّعهم في لبنان، مع تزايد عمليات توقيف سوريين وازدياد نسبة الحوادث والتوقيفات التي تطال سوريين، إضافة الى ملف أساسي يتعلق بسجن رومية وضرورة إبقاء العيون مفتوحة على ما يجري حقيقة فيه.

اشتعال مكبّ نفايات طرابلس: تفريغ غاز الميثان أم مقدّمة لانفجار؟

اندلع حريق كبير في مكبّ النفايات في طرابلس الكائن في منطقة الحجر الصحي غربي المدينة. وارتفعت سحب الدخان الأسود في سماء المنطقة، ما أثار مخاوف من أن يكون سبب الحريق انبعاث غاز الميثان منه، الذي لطالما حذّر منه خبراء وناشطون بيئيون منذ سنوات.

واعتبر البعض أنّ ما يشهده المكبّ عبارة عن تفريغ وتنفيس لغاز الميثان المدفون والمتراكم داخله منذ سنوات. لكنّ سحب الدخان الهائلة أرعبت سكان المدينة ولا سيّما جيران المكب. فشهدت المنطقة المجاورة للمكب عملية نزوح كبيرة للأهالي منها نحو مناطق بعيدة نسبياً، أو إلى خارج المدينة. وأغلقت الشّركات والمؤسّسات والمحال التجارية الموجودة أبوابها وصرفت موظفيها، خوفاً من أن يؤدّي الحريق في المكبّ إلى انفجاره.