أشار رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" ​سمير جعجع​، إلى أنّ "لـ"القوات ال​لبنان​ية" رؤيتها ونهجها في ما يتعلّق بإيجاد حلول للأزمة في لبنان، باعتبار أنّنا لا نرى في أنّ ما يُسمّى بـ"الرّئيس التّوافقي" من الممكن أن يدفع الأمور باتّجاه الحلّ، والدّليل على ذلك هو تجربتنا في هذا المضمار خلال العقود الماضية، الّتي لطالما كان الرّئيس يُنتخب بعد شبه توافق على اسمه؛ إلّا أننا رأينا أين أوصلنا هذا النّهج".

ولفت، خلال لقائه في المقرّ العام للحزب في معراب، السّفيرة الفرنسيّة في لبنان ​آن غريو​، إلى أنّ "هناك اختلافًا في طريقة إدارة الشّأن العام في الدّولة والحوكمة بيننا وبين "​حزب الله​" وحلفائه، إلى جانب الخلافات العقائديّة الكبيرة المرتبطة بصورة لبنان ودوره وكيانه وسيادته".

وركّز جعجع على أنّ "بالتّالي، إنّ كلّ الجهود المبذولة اليوم من أجل التوصّل إلى توافق ستذهب سدًا، باعتبار أنّنا لا يمكن أن نجد حلًّا وسطًا ما بين ​مكافحة الفساد​ واحترام القوانين المرعيّة الإجراء و​الدستور​، وما بين ما يقوم به رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ والدّائرة المحيطة به، الّذين يمارسون الحكم من دون أيّ احترام للدّولة والمؤسّسات والدّستور؛ وهذا هو نهج الفريق الآخر في إدارة الشّأن العام".

وأوضح أنّ "بالنّسبة لـ"حزب الله"، لا يمكن أن نجد حلًّا وسطًا ما بين المصلحة الوطنيّة اللّبنانيّة العليا وأيديولوجيّة ورؤية وفهم هذه المصلحة من قبل هذا الحزب، الّذي يعدّ جزءًا لا يتجزّأ من المشروع ال​إيران​ي، وما يُسمّى بـ"المصلحة الوطنيّة" بالنّسبة إليه هو مصلحة الأمّة تبعًا لرؤية إيران، الّتي لا علاقة لها بلبنان وشعبه".

كما أكّد جعجع أنّ "كلّ هذا لا ينفي أنّه يجب أن يكون الرّئيس المقبل قادرًا على التّواصل مع جميع الفئات اللّبنانيّة، الّتي يجب أن يعمل على إقناعها بتبنّي نهج يخدم المصلحة الوطنيّة اللّبنانيّة العليا". وبيّن أنّه "إذا فشلت جهوده هذه، فلا يزال يتعيّن عليه اتّخاذ وتنفيذ القرارات اللّازمة من أجل إخراج البلاد من الأزمة، وصَون سيادتها واستقلالها والانتظام العام للمؤسسات فيها. وهذا ما لا يمكن للرّئيس التوافقي القيام به أبدًا، فهو جلّ ما يستطيعه هو محاولة الإقناع، وإذا ما فشل بذلك يقف عند هذا الحدّ متفرّجًا لا يمكنه القيام بشيء من أجل إنقاذ البلاد".