أشار مدير المركز الكاثوليكي الاب ​عبدو ابو كسم​، خلال تدشين المزار الاول في لبنان والشرق للقديسة الايطالية ماريا غوريتّي في مزيارة- ​زغرتا الزاوية​ تخليدًا لذكرى الشابة ريّا الشدياق ابنة مزيارة التي قضت اثر جريمة اعتداء عليها قبل خمس سنوات، الى أنه "يشرّفنا اليوم ويبهج قلوبنا أن نعلن من هذا المركز عن حدث مهم يجسّد روح المحبة والتسامح والمغفرة من عائلة المغدورة الشدياق، على يد وحش من وحوش الغاب عديم الاخلاق، ناكر الجميل، تجرّد من كل أشكال الانسانيّة، ومرّة جديدة ندفع ثمن بعض من آويناهم من شر الحروب، لكن للأسف أصبحوا يشكلون مشروع حرب في وطننا".

واعتبر أبو كسم أن "وجودنا هنا ليس لنكئ الجراح، فعائلة ريّا الشدياق واجهت الشر بالخير وارتأت أن تؤسّس جمعيّة على إسمها لتبقى قضيّتها حيّة في نفوس كل اللبنانيين الّذين بكوها، فأصبحت هذه المؤسّسة علامة فارقة في المجتمع اللبناني والعالم تدعو الى المسامحة والغفران وفي عيش السلام ضد أشكال العنف والقتل والاغتصاب، وبدل البكاء على ابواب المقابر حملت رفاة هذه الشابة الجميلة المثقّفة، الغارقة في الاعمال الانسانية، لتضعها في كنيسة شيّدت اسم القديسة ماريا غوريتي التي هي الاخرى وهي بعد فتاة تعرّضت للاعتداء وغفرت لمن اعتدى عليها، فجميلة هي ​المسيح​يّة التي تزيّنها المحبّة، وجميلة هي المحبّة التي تزيّن النفوس، وأجمل ما في الكون أن نغفر لمن أساء إلينا كما نصلّي، والاجمل الاجمل أن نعانق يسوع المصلوب ونصرخ معه: "أغفر لهم يا أبتاه".

وخلال مؤتمر صحفي بالمناسبة، أشار رئيس مزار القدّيسة ماريا غوريتّي الخوري ماريو ماضي ممثلا المطران سويف، الى أن "الأخير منذ توليه مقاليد رعاية الأبرشية، أعطى حيّزًا كبيرًا من وقته لمرافقة أعمال بناء كنيسة ماريا غوريتّي. وهو اليوم مسرور بمشاهدتها تَصل إلى خواتيمها من ناحية انتهاء أعمال البناء في المزار بكنيسته وساحاته، ليُصار بعدها إلى استكمال بناء مركز ضخم يضمّ مشاغل وقاعات تُعنى بالخدمات الاجتماعية والراعوية، لفئة الشبيبة عمومًا والفتيات خصوصًا، واعهتمامه بذلك يأتي لاعتبارات ثلاث هي وجود المزار بمساحته الجغرافية في أبرشية طرابلس، ووجود المزار برمزيته المتمثلة في وردةٍ وشمعةٍ، ووجود المزار برسالته المُتمثلة في الاهتمام بفئة الشبيبة، خصوصًا الفتيات".

ورأى رئيس "مؤسّسة تنمية الحج والسياحة الدينيّة في لبنان" المنبثقة من ​مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك​ في لبنان الأب ​خليل علوان​، أنه "الى أن تكتمل المعاملات الرسمية والمقومات الأساسية التي لا بد أن تتوفر في كل مزار جديد ليصبح عضوًا في مؤسستنا، أتمنى على القيمين عليه العمل على بلورة هوية المزار ورسالته، فلما كان المزار مكانًا للتبشير الجديد، حيث يسعى الزائر ان يعيش مسيرة مع يسوع واليه، وهذه غاية كل مسيرة حج، لذلك وجب على كل مزار أن يحدد هويته ورسالته، لإيصالها إلى الحجاج لإفادتهم الروحية. فيفتّش القيمون عليه، على سبيل المثال، عن العلامة الفارقة لمزار القديسة ماريا غوريتّي؛ عن الصفات أو الفضائل التي مارستها هذه القديسة والتي تعكس صفات المسيح وفضائله؛ عن القيم التي طبعت حياة شفيعة المزار ...أو يفتشون عن القضايا التي ناضلت واستشهدت من أجلها. فيحددها المسؤولون لتصبح بذلك مجالًا حقيقًا للتبشير"، مشددا على ضرورة الحضور الكهنوتي كشرط اساسي لإنشاء كل مزار. فعلى الكاهن - خادم المزار- "مسؤولية رعوية جسيمة" كما يقول البابا، ليصبح هذا المكان بفضله واحة للقاءات ثلاثة: لقاء الانسان وحسن الاستقبال، لقاء بالمسيح من خلال ​الكتاب المقدس​، لقاء بالمسيح في الافخارستيا".

وأعلنت عرضت نائبة رئيسة جمعيّة ريّا الشدياق غريتا الشدياق الفاضي لبرنامج الإحتفالات وهو على الشكل التالي:

- الخميس 22 أيلول في الساعة 6,30 مساء: استقبال رفات الشهيدة ريّا فرنسوا الشدياق في باحة مزار القدّيسة ماريا غوريتّي، يترأّس القداس الإلهيّ ​المطران يوسف سويف​ وتخدمه جوقة البشرى، التابعة لكنيسة مار سركيس وباخوس، حرف مزيارة.

- الجمعة 22 أيلول ،الساعة 6،30 مساء: يوم خاص بالطفولة بعنوان: "يوم ريّا للأطفال" ، نشاطات منوّعة وألعاب ترفيهية، وريسيتال لجوقة "عصفورة الرجاء" بقيادة حسنا فنيانوس وهبه، يليه عرض لفيلم "مورين" عن حياة ​القديسة مارينا​ للمخرج اللبناني طوني فرجالله، والذي ساهمت في إنتاجه ريّا فرنسوا الشدياق.

- السبت 24 أيلول، الساعة 5،30 عصرا: يوم لبنان وطن الرسالة: رسالة السلام، والغفران، والفرح والحياة حيث سيتم تدشين أول مزار في لبنان والشرق للشهيدة الإيطالية القديسة ماريا غوريتّي، تخليدًا لذكرى الشابة ريّا الشدياق شهيدة مزيارة ولبنان ، ويحتفل ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ برتبة تكريس المذبح، ومن ثم يترأس الذبيحة الإلهية، التي سيبارك في نهايتها المؤمنين بالذخائر المباركة للقديسة ماريا غوريتّي، التي يحملها رئيس مزار ماريا غوريتّي في نيتونو إيطاليا الاب باسكولي غرافانتي.